آيات قرأنية تبرد نار قلبك عند الابتلاء.. رددها بيقين وصبر

تعتبر مرحلة الابتلاء من أصعب المواقف التي يمر بها الإنسان في حياته، حيث تختبر فيها النفس مدى صبره وإيمانه. وأكد علماء الدين أن القرآن الكريم يمثل السند الحقيقي للمؤمن في أوقات المحن، لما يحتويه من آيات تريح القلب وتبعث الطمأنينة واليقين
وفي هذا السياق قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه أظهر فصاحة نادرة وثباتًا عظيمًا يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في خطبة لا تتجاوز أربعة أو خمسة أسطر، لكنها أزالت كل شك، ووضعت الصحابة أمام الحقيقة بنص قرآني قاطع، حتى إنهم "بهتوا وكأن الآية لم تنزل إلا في هذا اليوم"، على حد وصفه.
وأشار الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، إلى أن الآية التي تلاها أبو بكر، وهي: ﴿وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، كانت كفيلة بإعادة التوازن النفسي والعقلي للصحابة في لحظة انهيار عاطفي شديد، فراحوا يرددونها ويستسلمون لحكمها، مما يدل على مدى وقوف الصحابة على دلائل القرآن واعتمادهم عليه كمرجع أول، ثم السنة النبوية كمرجع ثانٍ.
وأضاف أن في هذا الموقف دليل على أن القرآن يُتسلى به في المصائب، فهو يهدئ القلب ويبعث على الرضا واليقين، داعيًا إلى ضرورة الرجوع إلى كتاب الله في لحظات الابتلاء والهمّ، حيث يجد الإنسان فيه شفاءً للنفس وراحة للصدر.
وأوضح أن ما فعله أبو بكر هو صورة من التربية النبوية التي تلقاها الصحابة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة، وأبو بكر كان على نفس النهج، مؤكدًا أن "ركن الصلاة الأعظم هو القيام وقراءة القرآن، وفيه تسلية القلوب وإزالة كرب المصائب".
وتابع قائلاً: "المصائب تكشف ما في القلوب، فمن كان قلبه جزوعًا ظهر ذلك، ومن كان صابرًا ظهر صبره"، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"، وموقفه مع المرأة التي كانت تبكي عند قبر ابنها ولم تعرف أنه النبي، فلما علمت، هرولت إليه معتذرة، فقال لها: "الصبر عند الصدمة الأولى".
وأكد أن في هذا درسًا لأهل التربية والسلوك، فالمؤمن مطالب بأن يصبر نفسه ولا يستسلم للجزع، وأن يستعين بالله في ضعفه البشري، وألا يخرج من فمه إلا ما يُرضي الله، قائلاً: "نسأل الله أن يؤدبنا بأدب الصحابة، الذين أدبهم الله بأدب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم."
آيات قرآنية للراحة والصبر عند الابتلاء:
- ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
— سورة الرعد (28) - ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾
— سورة الشرح (6) - ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾
— سورة النحل (127) - ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾
— سورة البقرة (155)
أحاديث نبوية عن الصبر والابتلاء:
- قال رسول الله ﷺ:
“عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمرَهُ كلَّهُ خيرٌ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.”
— رواه مسلم - عن النبي ﷺ:
“الصبر عند الصدمة الأولى.”
— رواه البخاري ومسلم - قال رسول الله ﷺ:
“إنما الصبر ضياء.”
— رواه مسلم
أدعية مأثورة عند الابتلاء:
- “اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.”
- “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم.”
- “ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.”
— سورة البقرة (201) - “حسبنا الله ونعم الوكيل.
https://www.youtube.com/watch?v=fQ2MyK62D4k