عاجل

اتباع الجنازات.. يسري جبر: فضل عظيم وسنة لا واجب شرعي

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، أرشد الأمة إلى جملة من الآداب والسلوكيات، من بينها اتباع الجنازات، مشيرًا إلى أن هذا الفعل ليس واجب شرعي ولكن له فضل عظيم على المسلم، بل يُعد من السنن المستحبة (المندوبة)، أي أن من يقوم به يُثاب، ومن يتركه لا يقع عليه إثم.

فضل اتباع الجنازات في الإسلام

استند يسري جبر إلى قاعدة فقهية مشهورة تنص على: "إذا قام بها البعض، سقط الإثم عن الباقين"، في إشارة إلى أن حضور واتباع الجنازات والصلاة عليها يدخل في نطاق السنن المستحبة "الواجب الكفائي" عند بعض العلماء، وليس "الواجب العيني" الذي يُلزم كل فرد على حدة.

بيّن يسري جبر أن فضل اتباع الجنازات عظيم جدًا، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من تبع الجنازة حتى يُصلى عليها ثم تبعها حتى تُدفن، فإنه يعود بقيراطين من الأجر، والقيراط الواحد يُشبَّه بجبل أُحد من الثواب، في دلالة على عِظم الأجر الذي يناله المسلم عند القيام بهذا العمل الإنساني والشرعي النبيل.

اتباع الجنازة في بلاد المسلمين

أوضح الشيخ أن في المجتمعات الإسلامية التي يكثر فيها المسلمون من الأقارب والجيران والمعارف، فإن اتباع الجنازة يُعد أمرًا مستحبًا، ويُثاب من يقوم به، لكنه لا يُعتبر فرضًا على كل فرد. ولا يأثم المسلم إذا لم يتمكن من حضور الجنازة، لكنه بلا شك يُفوّت على نفسه أجرًا كبيرًا.

لكن الوضع يختلف تمامًا إذا كان المسلم يعيش في مجتمع غير إسلامي أو في منطقة لا يوجد فيها غيره من المسلمين، وتوفي فيها أحد المسلمين؛ هنا، كما يوضح الدكتور جبر، يصبح اتباع الجنازة والصلاة عليها واجبًا عليه، لأن دفن الميت والصلاة عليه لن يتحققان إلا من خلاله، وهذا يدخل ضمن حفظ كرامة الميت المسلم وصون حقوقه حتى بعد وفاته.

<strong>الدكتور يسري جبر</strong>
الدكتور يسري جبر

الصلاة على الجنازة

أشار الشيخ إلى أن جمهور العلماء يرون أن الصلاة على الجنازة واجب كفائي، أي إذا أداها البعض سقط الإثم عن الآخرين، وهو ما يختلف عن اتباع الجنازة إلى المقبرة، والذي يظل من السنن المستحبة والمندوبة في الشريعة الإسلامية، إلا في حالات الضرورة، كما في حالة غياب المسلمين في البيئة المحيطة.

ختم الدكتور يسري جبر حديثه بتذكير المسلمين بفضل اتباع الجنازات، وضرورة اغتنام هذه السنن التي تُعلي من قيمة التكافل والتراحم داخل المجتمع الإسلامي، فضلًا عن كونها بابًا مفتوحًا للأجر العظيم الذي يشبَّه بجبال الحسنات.

تم نسخ الرابط