عاجل

لا يصح الحج إلا به.. ما هو طواف الإفاضة؟ شروطه وكيفية أدائه وآخر موعد له

ما هو طواف الإفاضة؟
ما هو طواف الإفاضة؟

ما هو طواف الإفاضة؟ يعد واحدًا من أكثر التساؤلات التي يطرحها الكثيرون حول معناها وأهميتها في أداء مناسك الحج، يأتي طواف الإفاضة كأحد هذه الشعائر التي تحظى باهتمام واسع من قِبل الحجاج والمحبين للتعرف على تفاصيله ودلالاته، ويعد هذا الطواف من الشعائر الأساسية التي يؤديها الحاج ضمن رحلته الإيمانية في مكة المكرمة، ما يدفع الكثيرين للبحث عن معناه، توقيته، وحكمه الشرعي ضمن سياق أداء الحج بشكل صحيح ومقبول.

وسنستعرض لكم متابعي وزوار موقع «نيوز رووم» الإخباري، في هذا التقرير، ما هو طواف الإفاضة؟ وشروطه وكيفية أدائه وآخر موعد له، وذلك ليكون حجًا صحيحًا.

ما هو طواف الإفاضة؟

وسنجيب لكم خلال النقاط التالية، ما هو طواف الإفاضة؟ وكافة التفاصيل عنه، وهي كالتالي:-

يعرف طواف الإفاضة بعدة مسميات وردت في كتب الفقهاء، حيث أطلق عليه 5 أسماء مختلفة، تعكس مكانته بين مناسك الحج، وهي: (طواف الإفاضة، وطواف الزيارة، وطواف الفرض، وطواف الركن، وطواف الصَدَر)، وقد أشار الإمام النووي في مؤلفه "المجموع شرح المهذب" إلى هذه التسميات، موضحًا أن بعضها يستخدم أحيانًا للدلالة على طواف الوداع أيضًا، مما يدل على تشابه الألفاظ واختلاف المقصود بحسب السياق والموقف.

ويؤدى طواف الإفاضة ابتداءً من صباح يوم النحر، بعد شروق الشمس، ويُعد هذا الطواف من الأركان الأساسية التي لا يتم الحج بدونها، ويلتف فيه الحاج حول الكعبة سبعة أشواط، تنفيذًا لأمر الله تعالى في قوله: "وليطّوّفوا بالبيت العتيق" [الحج: 29]، ويتكوّن الحج من 4 أركان رئيسية، هي: أولًا الإحرام، باعتباره نية الدخول في النسك، ثانيًا الوقوف بعرفة وهو الركن الأعظم لقوله ﷺ: "الحج عرفة"، أما الركن الثالث فهو طواف الإفاضة الذي يأتي بعد مغادرة عرفات، ويُختم بأداء السعي بين الصفا والمروة، تنفيذًا لقول النبي ﷺ: "إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا".

طواف الإفاضة هو ركن أساسي من أركان الحج، وسمي بهذا الاسم لأن الحاج يفيض بعد الوقوف بعرفة، ويبت في المزدلفة، ثم يأتي مني ليؤدي مناسك الحج، ثم يعود إلى مكة ليطوف حول الكعبة 7 أشواط. 

طواف الإفاضة في الحج

ويرى جمهور العلماء أن طواف الإفاضة يُشرع بعد شروق شمس يوم النحر، وهو الوقت المعتبر لأداء هذا الركن من الحج، غير أن هناك رخصة خاصة أجيزت لفئة من الحجاج، وهم الضعفاء من النساء وكبار السن، حيث أفتى عدد من أهل العلم بجواز أدائه بعد منتصف ليلة العيد، استنادًا إلى ما ورد عن النبي ﷺ من تيسير على هذه الفئة، إذ سمح لهم برمي الجمرات في النصف الثاني من ليلة النحر، وينسحب هذا التيسير كذلك على من يرافقهم، بحسب الرأي الراجح من أقوال العلماء.

ودار الخلاف بين فقهاء المذاهب حول آخر وقت يُؤدى فيه طواف الإفاضة، حيث يرى الإمام أبو حنيفة أن تأخير الطواف لما بعد أيام التشريق يُرتب على الحاج دمًا وجبرًا، وفي المقابل، يرى الإمام مالك أن مدته تمتد حتى نهاية شهر ذي الحجة، مستدلًا بقوله تعالى: "الحج أشهر معلومات" [البقرة: 197]، معتبرًا أن هذه الأشهر تشمل شوال وذو القعدة وذو الحجة بأكمله، أما الإمام الشافعي وأبو حنيفة في أحد أقواله، فيريان أن الوقت مفتوح بلا حدٍ قاطع، حتى وإن أدّاه الحاج بعد ذي الحجة، دون أن يُلزَم بدم، ويجوز له حينها الجمع بينه وبين طواف الوداع.

 

<strong>ما هو طواف الإفاضة؟</strong>
ما هو طواف الإفاضة؟

 

طواف الإفاضة قبل رمي الجمرات

وثبت في أحكام الحج أن للحاج المتمتع والقارن في يوم النحر – وهو أول أيام عيد الأضحى – 4 شعائر رئيسية يؤديها، وهي: (رمي جمرة العقبة، ثم ذبح الهدي، يليه الحلق أو التقصير، وأخيرًا طواف الإفاضة)، وقد أجمع الفقهاء على أن تقديم أو تأخير هذه الأعمال عن ترتيبها لا يُبطل الحج، إلا أن الآراء تباينت فيما يخص الجزاء، فذهب جمهور العلماء إلى صحة الحج دون لزوم فدية، بينما رأى فريق آخر وجوب الدم إذا أُخِلّ بالترتيب، وإن كان الحج في ذاته يُعد صحيحًا.

وأجاز أغلب أهل العلم تقديم طواف الإفاضة على رمي جمرة العقبة، معتبرين أن ذلك لا يُؤثر على صحة النسك، وهو رأي جمهور الفقهاء، بينما أقر المالكية بجوازه أيضًا، لكنهم اشترطوا في هذه الحالة وجوب دم جبرًا للتقديم، وقد استند الجمهور في هذا التيسير إلى ما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رجلًا سأل النبي ﷺ عن ترتيب بعض المناسك، فقال: "زرتُ قبل أن أرمي؟" قال: لا حرج، ثم سأله عن الحلق قبل الذبح، والذبح قبل الرمي، فكان جوابه في كل مرة: لا حرج، مما يدل على سعة الأمر ورفع الحرج في ترتيب بعض أعمال يوم النحر.

وأورد الإمام مسلم في صحيحه حديثًا عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يروي فيه مشهدًا وقع يوم النحر، حين كان النبي ﷺ واقفًا عند جمرة العقبة، فجاءه رجل يسأله: "يا رسول الله، حلقت قبل أن أرمي؟"، فأجابه ﷺ: "ارمِ ولا حرج"، ثم جاءه آخر يقول: "ذبحت قبل الرمي"، فقال له: “ارمِ ولا حرج”، كما سأله ثالث: "طفتُ قبل أن أرمي"، فرد عليه بنفس العبارة: “ارمِ ولا حرج”، ويعلق الراوي قائلاً: لم يُسأل النبي ﷺ في ذلك اليوم عن شيء من تقديم المناسك أو تأخيرها إلا وكان جوابه واحدًا: "افعلوا ولا حرج"، في إشارة واضحة إلى التيسير ورفع المشقة عن الحجاج.

طواف الإفاضة للحائض

وفي حال نزل الحيض على المرأة قبل أن تؤدي طواف العمرة أو طواف الإفاضة، فلها أن تنتظر حتى ينقطع الدم، ثم تغتسل وتؤدي الطواف في فترة الطهر، دون أن يلحقها شيء من الإثم أو الفدية، ويجوز لها أيضًا – إن أرادت – استخدام علاج طبي يؤخر الحيض أو يوقفه مؤقتًا بما يتيح لها الطواف في وقت النقاء، أما إذا لم ينقطع دمها، وتعذر عليها الانتظار، جاز لها الطواف بعد اتخاذ الاحتياطات التي تضمن عدم تلويث المسجد الحرام، كأن تشدّ على نفسها ما يحفظ طهارة المكان، ولا إثم عليها في ذلك، إذ تُعد معذورة شرعًا، وقد ورد عن عطاء أن امرأة حاضت وهي تطوف مع السيدة عائشة رضي الله عنها، فأكملت بها الطواف، كما أورد ذلك ابن حزم في المحلى.

وفي الحالة التي تُضطر فيها المرأة للطواف وهي في عذر شرعي، يُستحب لها – إن أرادت التقرب – أن تذبح بدنة، ويُجزئها أيضًا ذبح شاة، وإن تعذر عليها الأمر أو وجدت فيه مشقة، فلا إثم عليها في ترك الذبح مطلقًا، استنادًا لما نُقل عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وبعض من كبار التابعين، ويُستند في هذا التيسير إلى قول من يرى من أهل العلم أن الطهارة للطواف ليست شرطًا لصحة النسك، وإنما هي من السنن أو الواجبات التي يُعفى عنها في حالات الضرورة، ولا يترتب على تركها إثم إذا وُجد العذر.

طواف الإفاضة مع طواف الوداع

ويمكن للحاج أن يجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع في طواف واحد، بشرط ألا يبقى في مكة بعد أداء الطواف سوى المدة الضرورية لجمع متاعه من مكان إقامته، ومن ثم يغادر مباشرة دون مبيت، ويعد طواف الوداع آخر مناسك الحج، حيث يتم بعد الانتهاء من جميع الأعمال، بما في ذلك السعي، وقد اختلف العلماء في حكم طواف الوداع، فذهب جمهور الفقهاء إلى وجوبه، بينما اعتبره المالكية وبعض العلماء كداود وابن المنذر، وكذلك الإمام أحمد في إحدى آرائه، سنة مؤكدة، مستدلين برخصة التخفيف التي أُعطيت للمرأة الحائض في ذلك.

ويرى المالكية والحنابلة جواز دمج طوافي الإفاضة والوداع في طواف واحد، مستندين إلى أن الهدف الأساسي هو أن يكون آخر ما يودع به الحاج البيت الحرام، وهذا الهدف يتحقق بطواف الإفاضة نفسه، وقد نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: «أُمِر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت»، مع استثناء الحائض التي خفف عنها هذا الشرط، وهو ما ورد في الحديث المتفق عليه بين أهل العلم.

 

<strong>ما هو طواف الإفاضة؟</strong>
ما هو طواف الإفاضة؟

 

ومن أدَّى طواف الوداع ملزم بالرحيل من مكة فورًا دون تأخير، ولا يجوز له التوقف في الأسواق أو المحلات إلا لأغراض ضرورية مثل تناول الطعام أو الشراب أو تعبئة وقود المركبة، وهو ما يُعرف بـ«علف الدابة».

شروط طواف الإفاضة

- يجب أن يكون الحاج أو المعتمر على طهارة كاملة قبل الطواف.

- يجب أن يكون في حالة إحرام صحيحة ومستمرة أثناء أداء الطواف.

- يجب أن يكون الطواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط كاملة.

- ينبغي أن ينوي الحاج أداء طواف الإفاضة بنية التعبد والتقرب إلى الله.

- يُستحب أن يغادر الحاج مكة بعد أداء الطواف مباشرة.

- من الأفضل أن يؤدي طواف الإفاضة بعد رمي جمرة العقبة مباشرة، لكن يمكن تقديم الطواف حسب التيسير.

- يبدأ طواف الإفاضة بعد شروق شمس يوم النحر (عيد الأضحى).

- يجب المحافظة على نظافة المكان أثناء الطواف، خاصة للنساء الحائضات.

آخر موعد لطواف الإفاضة

أفضل وقت لطواف الإفاضة هو: يوم النحر، بعد رمي جمرة العقبة، والنحر، والحلق؛ موافقة لفعله صلى الله عليه وسلم، وقد قال: خذوا عني مناسككم. "رواه مسلم"، لكن لا آخر لوقت طواف الإفاضة، بل يبقى ما دام المرء حيًّا، عند جمهور العلماء، قال الإمام ابن قدامة في المغني: والصحيح: "أن آخر وقته غير محدود، فإنه متى أتى به، صح بغير خلاف، وإنما الخلاف في وجوب الدم".

تم نسخ الرابط