عاجل

سنة أولى حج.. الدكتور سالم عبدالجليل يوضح طرق أداء النسك الصحيحة |خاص

الدكتور سالم عبدالجليل
الدكتور سالم عبدالجليل

قدم الدكتور سالم عبدالجليل أحد علماء الأزهر الشريف، ووكيل وزارة الأوقاف السابق، روشتة شرعية لأداء مناسك الحج بشكل صحيح لمن يؤدي المناسك لأول مرة.

طرق النسك الصحيحة

يقول الدكتور سالم عبدالجليل لمن يؤدي مناسك الحج أول مرة: «أول شيء نفعله، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا وإياكم عليه. هو أن نتجرد لله عز وجل. أن ننوي بعملنا هذا الإخلاص، ولا نترك للشيطان فيه نصيبا بأي قدر كان».

وتابع في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: «إذا ما أردنا التوجه إلى مكة سواء كنت هطلع من بلدي مباشرة إلى مكة، أو هروح المدينة الأول، أستمتع بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمارة المسجد النبوي الشريف، ثم أتوجه إلى مكة لما أريد التوجه إلى مكة». 

وأكمل الدكتور سالم عبدالجليل: «أدخل إلى الحمام، فأغتسل، وطبعًا في هذا الاغتسال لا مانع إطلاقا من إزالة الشعر الزائد، لا مانع إطلاقا من استعمال الشامبوهات، لأنه لازلت غير محرم، بعدها أجفف نفسي تمامًا، وأضع الطيب الذي أريد وهذا للرجال فقط،لأن التطيب بالنسبة للسيدة خارج البيت منهي عنه».

الإحرام للرجال والنساء

وتابع: «بالنسبة للإحرام، المرأة تلبس ملابسها التي  تستر بها عورتها، وكذلك الرجل، وبعدها نتوجه إلى القبلة ونصلي ركعتين، ونقول لبيك اللهم بالعمرة، سنذهب أولا إلى مكة لعمل عمرة ونتمتع. ونقول لبيك اللهم لبيك. وهنا نكون دخلنا في الإحرام، مجرد ما قلنا لبيك اللهم بالعمرة متمتعا بها إلى الحج، أو لبيك اللهم بالعمرة والحج معا، أصبحنا محرمين، وهنا نمتنع عن قص الأظافر».

وأضاف سالم عبدالجليل: «بعدها نلبي: لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، ونظل على هذه التلبية حتى نصل مكة المكرمة، وندخل الكعبة الشريفة، ونبتدي الطواف، وسنكثر من التلبية، لأن ما من ملبٍ يلبي إلا لبى ما عن يمينه، وما عن شماله، كل ده سيشهد لك».

وعند الوصول إلى الكعبة الشريفة، يقوم الرجال  بعملية الإضطباع، «يعني بينزل البشكير بدل ما كان على كتفه اليمين ينزله من تحت إبطه».

ماذا نقول عند الحجر الأسود؟

وبين سالم عبدالجليل: «أبدأ من الحجر الأسعد وأنا أقول: اللهم إيمانًا بك وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعا لسنة نبيك صلى الله وسلم، وابتدي الطواف، وعند الركن اليماني، إذا تيسر لي ألمسه، وإذا لم تلمسه فليس هناك مشكلة، وكلما مررت بالحجر الأسعد أقول:«ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، وبعد الانتهاء من الطواف سبعة أشواط نذكر الله وندعو بما نرجو».

ما يسن عند دخول الحرم للمعتمر 

إذا وصل المسجد الحرامَ يسن فعل ما يلي:
.1 ندخل بالرجْل اليمنى.
.2 نقول : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.
.3 ندخل بخشوع وخضوع وتعظيم لله عز وجل.
.4 نتقدم إلى البيت متجهًا نحوَ الحجَر الأسود ليبتدىء الطوافَ .
.5 نستلم الحجرَ الأسودَ باليد اليمن ونقَبله إن تيسّر له ذلك ، فإن لم يتيسر لنا التقبيل،
استلمناه بيدنا وقبلناها ، فإن لم يتيسر استلامه فلا نزاحم، ويكفي أن نشي إليه بيدنا ولو من بعيد.
.6 نقول": اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم."
.7 نلح على الله عز وجل وندعوه بما نشاء من أمري الدنيا والآخرة، ونكثر من الذكر والاستغفار.
.8 نقول بيِن الركن اليمانِي والحجَر الأسود في كل شوط:«ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الْآخِرةِ حَسَنةً وَقنا عَذَابَ النار». 

.9 نكرر ما سبق في كل شوط .

ويجب على الطائف ما يلي: 

.1 أن يكون على طهارة .
.2 أن يكون ساترا لعورته.
.3 أن يكون مستحضرا روح العبادة، كأنه في الصلاة ، فيطوف بهدوء ووقار مستشعرا عظمة الله تعالى.. ويلهج بذكره ودعائه ويجدد التوبة ويكثر من الاستغفار .

الاضطباع والرمل:

والسنة للرجل في طواف القدوم ـ أن يضطبعَ) في الطواف الأول فقط( يكشف كتفه الأيمن، ويرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط).

الرمل: جري خفيف، ولا يفعله عند الزحام حتى لا يؤذي غيه. صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم: فإذا أتم سبعةَ أشواط، تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ:«وَاتِّخذوا مِنْ مَقَام إبـراهِيمَ مصَلى»، ثم يصلى ركعتين خلفَه ، قريباً منه إن تيسَّر ، وإلا فبعيدًا حتى لا يعطل الطائفين ، يقرأ في الأولى بعد الفاتحة: سور الكافرون، وفي الثانية بعد الفاتحة: قلْ هوَ الله أحَدٌ) سورة الإخلاص. 

ثالثا: السعي بين الصفا والمروة:

والسعي سبعة أشواطٍ، من الصفا إلى المروة شوطٌ، ومن المروة إلى الصفا شوطٌ آخر ، ونصعد على الصفا قليلًا ثم نقرأ: «إنَّ الصَّفَا وَالَمرْوَةَ مِنْ شَعَائر الله» ]البقرة: [158.

ونستقبل القبلة ورفع اليدين، ونحمد الله تعالى ونكبره ، وندعو بما نشاء من خيي الدنيا والآخرة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الصفا : « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، لا إله إلا الله وحده أنجزَ وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده»، يكررّ ذلك ثلاثَ مراتٍ، ويدعو بينها.

ثم ننزل من الصفا إلى المروة حتى نصل إلى الميلين الأخضرين ؛ فنرمل نسرع الخطوة بقَدْر ما نستطيع إن تيسر بلا أذى لأحد، ثم نمشي حتى نصل المروةَ، فنرقى عليها  ونستقبل القبلةَ ، ونرفعَ يدينا مكبرين ومهللين وداعين كما فعلنا عند الصفا. ما عدا : إن الصفا والمروة من شعائر الله ـ أبدأ بم ا بدأ الله به ـ فلا تقال إلى عند الوقوف على الصفا في أول شوط فقط وبهذا يحسب شوط. ثم ننزل من المروة إلى الصفا ونكرر ذلك حتى ننتهي من سبعة أشواط عند المروة.

رابعًا: الحلق أو التقصي: فإذا أتممنا السعي، نحلق أو نقصر، والحلق أفضل للرجل، وأما المرأة فتـقَصر من أطراف شعرها قدر أنملة.

وبهذه الأعمال تمت العمرة ونتحلل منها تحللًا كاملًا، ويباح لنا الاستمتاع بما أحل الله عز وجل.

ونلاحظ أن الحاج القارن والمفرد لا يحلق ولا يقصر بعد السعي، ويظل على إحرامه حتى يقف بعرفة ويبيت بمزدلفة ويرمي جمرة العقبة ويحلق . أو حتى يطوف ويحلق.

ملخص أعمال الحج:

(1) الإحرام بالحجّ: إذا كان  ضحى يوم التروية ـ وهو اليو م الثام ن من ذي الحجة ـ أحرم بالحج من مكانه الذي هو مقيم فيه .

ويسن له عند إحرامه أن يغتسل ويتطيب ويصلي ركعتين ، ويهل بالحج بعدها، قائلًا : لبيك حجاً. ويشتر ط أن مَحلي حيث حبستني، إن كان خائفًا من عائق يمنعه من إتمام نسكه .

(2) الخروج إلى منى، وهو سنة بإجماع، من تركه لا شيئ عليه. ومن أتى من يصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، يقصر الرباعية من غير جمع .

(3) الوقوف بعرفة:
فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع سارَ من من إلى عرفة ، والكثي من الناس يذهب لعرفة نهار يوم الثامن من ذي الحجة ويبيت فيها، ليضمن الوقوف بعرفة بلا عوائق ولا حرج في ذلك ، فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر قصرًا ، يؤذن ثم يقيم ويصلي ركعتي الظهر ، ثم يقيم ويصلي ركعتي العصر،  ويتفرغ بعد ذلك للدعاء والذكر وقراءة القرآن والاستغفار. 

وفي الحديث:«خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير."

ومن وقف بعرفة نهاراً وجبَ عليه البقاء إلى غروب الشمس، ومن لم يقف بعرفة نهارا جاز له أن يقف ليلة النحر وينتهي الوقوف عند أذان الفجر ، فمن وقف بعرفة ولو دقائق قبل فجر يوم النحر أجزأه.

(4) المبيت بزدلفة : ثم بعد الغروب يتحرك إلى مزدلفة فـيصلي بها المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين، جمع تأخير. ثم يلتقط الحصى الذي سيمي به الجمار ( 49 حصاة] 7 لرمي جمرة العقبة الكبرى يوم العيد+  21 لرمي الجمار الثلاث يوم الحادي عشر + 21 لرمي الجمار الثلاث يوم الثاني عشر.

ويسن المبيت بها إلى الفجر ، لكن من صلى بها المغرب والعشاء ، ودعا الله تعالى وذكره ثم انصرف جاز ولا شيئ عليه.

(5) التوجه إلى من لرمي الجمار، أو التوجه إلى البيت الحرام للطواف: يجوز للحاج بعد منتصف ليلة النحر أن يتوجه إلى من لرمي جمرة العقبة ، أو أن ينصرف إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة على أن يعود إلى من قبل المغرب لرمي جمرة العقبة الكبرى.

(6) أعمال يوم النحر:

أعمال يوم النحر خمسة، ولا يشترط فيها الترتيب:

الأول: رمي جمرة العقبة الكبرى، بسبع حصيات، يرمي واحدةً بعد واحدةٍ، ويكبر مع كل حصاةٍ فيقول : الله أكبر.

الثاني : ذبح الهدي ، والهدي سنة في حق المفرد، وواجب على القارن والمتمتع.. ويكفي التوكيل بدفع الكوبون لأي مؤسسة وهي تتولى الذبح .

الثالث: الحلق أو التقصي، والمرأة تقصر فقط من أطراف شعرها قيد الأنملة ، والحلق للرجل أفضل. 

الرابع : الطواف بالبيت ويسمى طواف الزيارة أوالإفاضة أو الركن .

وإذا لم يتيسر للحاج الطواف يومَ العيد جاز تأخيه، فإذا جعله الحاج في اليوم الذي ينصرف فيه من مكة أجزأه عن طواف الوداع .

الخامس: السعي، لمن كان مفردًا ولم يسع بعد طواف القدوم أو من كان للعمرة قبل عرفة يكفيه. فإن قدّم بعضها على بعض فلا حرج .

(7) التحلل : والتحلل نوعان: الأول: التحلل الأصغر ، ويجوز للحاج إذا قام بعملين من ثلاثة ، وهي: ]رمى الجمرة ـ الحلق أو التقصي ـ الطواف [ أن يتحلل التحلل الأصغر ، فيحل له جميع محظورات الحرام ما عدا النساء.

الثاني : الأكبر، ويحل الحاج التحلل الأكبر إذا قام بالأعمال الثلاثة، وهي:«رمى الجمرة ـ الحلق أو التقصي ـ الطواف» فيحل له ما كان محظورًا عليه في الحرام حتى الزوجة .

(8) المبيت بمنى: يرجع الحاج يوم العيد إلى من ، فيمكث فيها بقيةَ يوم العيد وأيام التشريق ولياليها ، ويلزمه المبيت في منى ليلةَ الحادي عشر وليلة الثاني عشر ثم ينصرف إلى مكة، ويسمى متعجلًا ، ويجوز للحاج المبيت ليلة الثالث عشر إن لم يتعجل ويرمي الجمار الثلاث اليوم الثالث عشر .

ويجوز ترك المبيت لعذرٍ يتعلق بمصلحة الحج أو الحجاج؛ كالقائمين على خدمة الحجيج . كما ي جوز ترك المبيت للمرضى وكبار السن الذين يتعذر عليهم البقاء فِ من ليلتين.

(9) رمي الجمار: ويرمي الجمرات الثلاث ]الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى[ في كل يوم من أيام التشريق كل واحدة بسبع حصيات  متعاقبات ، يكبر مع كل حصاة .

والأفضل أن يرميها بعد الزوال وحتى الغروب ،، لكن إن تعذر ورماها في أي وقت جاز . يرمي الجمرة الصغرى ثم يستقبل القبلة ويدعو وهو رافعٌ يديه.
ثم يرمي الجمرة الوسطى، ثم يستقبل القبلة يدعو وهو رافعٌ يديه.

ثم يرمي جمرةَ العقبة، ثم ينصرف ولا يق ف عندها .

وإذا رمى الجمارَ في اليوم الثاني عشر ، فهو بالخيار إن شاء بقي في من لليوم الثالث عشر ورمى الجمار ، وإن شاء نفر منها .

الاستنابة في الرمي: ومن لم يستطع رمي الجمار بنفسه لكبر سنه، أو لمرض جاز له أن يوكل مَنْ يرمي عنه، سواء لقَطَ الموكل الحصا وسلمها للوكيل ، أو لقطها الوكيل ورمى بها عن موكله . ويرمي الحاج عن نفسه أولًا سبعَ حَصيات للجمرة الصغرى ، ثم يرمي عن من وكّله نفس الجمرة في موقف واحد ، وهكذا.

(10) طواف الوداع: إذا نـفَرَ الحاج من من وانتهت جميع أعمال الحج ، وأراد السفر إلى بلده فإنه لا يغادر مكة حتى يطوف بالبيت للوداع سبعةَ أشواط.  والحائض والنفساء ليس عليهما وداع ويقاس عليهما من اشتد عليه العجزة ومن اشتد عليه المرض.

ويجزئ طواف الإفاضة عن طواف الوداع إذا أخره الحاج لآخر يوم من إقامته بِمكة.

تم نسخ الرابط