عاجل

طريقة الطواف حول الكعبة وعدد الأشواط.. أخطاء تبطل الحج فاحذرها

الطواف حول الكعبة
الطواف حول الكعبة

 طريقة الطواف حول الكعبة هي من التساؤلات الكثيرة التي تبدأ مع موسم الحج أو العمرة والتي تعد الركن الذي يحمل في طياته عبق النبوة وآثار الأنبياء، منذ أن رفع قواعد البيت النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.  ومع دخول موسم الحج، تُشد الرحال إلى بيت الله الحرام من كل فجٍ عميق، وتتحرك القلوب قبل الأجساد شوقًا لزيارة أطهر بقاع الأرض، مكة المكرمة، حيث الكعبة المشرفة التي قال الله تعالى عنها:  
“إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ” [آل عمران: 96].

 تعريف الطواف حول الكعبة

الطواف هو الدوران حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط كاملة، يبدأ كل شوط من الحجر الأسود وينتهي إليه، مع جعل الكعبة على اليسار طوال الوقت. وهو عبادة بدنية قلبية، تتطلب حضور القلب واستحضار عظمة المكان وعظمة من يُعبد فيه.

وقد شُرع الطواف في الإسلام وجعل من أركان الحج والعمرة، ويقول الله عز وجل:
“وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ” [الحج: 29]، وقال أيضًا:
“طَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ” [البقرة: 125].

كيفية أداء الطواف الصحيح

يبدأ الطواف  من محاذاة الحجر الأسود، حيث يُسن استلامه باليد اليمنى وتقبيله إن تيسر، أو الإشارة إليه باليد مع التكبير دون مزاحمة. ويقال عند البدء: “بسم الله، الله أكبر، اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعًا لسنة نبيك محمد ﷺ”.

ثم يُطاف سبعة أشواط في عكس اتجاه عقارب الساعة، مع الدعاء والذكر، دون تخصيص دعاء معين في كل شوط. ومن أفضل ما يُقال أثناء الطواف:

“ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار” [البقرة: 201].

ويُسن للرجل في طواف القدوم الاضطباع والرمل (الاضطباع: كشف الكتف الأيمن، والرمل: الإسراع في المشي خلال الأشواط الثلاثة الأولى).

بعد إتمام الأشواط السبعة، يُصلى ركعتان خلف مقام إبراهيم إن أمكن، ويُشرب من ماء زمزم ويدعو الله بما شاء، فإن زمزم لما شُرب له.

الطواف حول الكعبة
الطواف حول الكعبة

أنواع الطواف حول الكعبة 


1. طواف القدوم: سنة للحاج القادم من خارج مكة.
2. طواف الإفاضة: ركن لا يتم الحج بدونه، ويؤدى بعد يوم النحر.
3. طواف الوداع: واجب على غير أهل مكة عند مغادرة المدينة.
4. طواف العمرة: ركن أساسي في العمرة.
5. الطواف النافلة: تطوعًا وتقرّبًا إلى الله، جائز في أي وقت.

عدد أشواط الطواف حول الكعبة

العدد الصحيح هو سبعة أشواط كاملة، يبدأ كل منها بالحجر الأسود وينتهي إليه. وقد ورد في الحديث الشريف:
“أن النبي ﷺ طاف بالبيت سبعًا، وصلى ركعتين خلف المقام، وسعى بين الصفا والمروة” [رواه البخاري].

ونقصان أي شوط أو تقديم شوط على آخر دون إتمام العدد الصحيح يُبطل الطواف.

أخطاء شائعة في الطواف


• البدء من غير الحجر الأسود: يجعل الشوط ناقصًا.
• الطواف من داخل حِجر إسماعيل: لأنه جزء من الكعبة.
• الطواف بعكس الاتجاه الصحيح.
• قطع الطواف دون عذر.
• التزاحم لإستلام الحجر الأسود وإيذاء الآخرين.
• الانشغال بالتصوير أو المكالمات الهاتفية.
• نسيان عدد الأشواط وعدم الاستدراك.

كل هذه الأخطاء قد تُنقص الأجر أو تبطل الطواف.

الطواف حول الكعبة
الطواف حول الكعبة

أخطاء تبطل الحج.. احذرها!

الحج فريضة دقيقة تتطلب العلم والإخلاص. ومن أبرز الأخطاء التي تُبطل أو تُفسد الحج:
1. ترك الوقوف بعرفة: قال ﷺ:
“الحج عرفة، من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك” [رواه الترمذي].
2. الجماع قبل التحلل الأول: يُبطل الحج إجماعًا إذا حصل قبل رمي جمرة العقبة والتحلل.
3. ترك طواف الإفاضة: وهو ركن لا حج بدونه.
4. الإخلال بالترتيب بين المناسك: كمن يسعى قبل أن يطوف.
5. النية الفاسدة أو التلاعب بالأعمال: كمن يبيت خارج منى دون سبب، أو يرمى قبل وقته عمدًا.
6. الرفث والفسوق والجدال: قال الله تعالى:
“فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج” [البقرة: 197].


فضل الطواف حول الكعبة المشرَّفة


الطواف بالكعبة المشرَّفة عبادة من أفضل العبادات وقُربة من أشرف القُربات، ويُثاب عليه المسلم ثوابًا عظيمًا؛ قال تعالى: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: 26]، وقال تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه الترمذي.

وأخرج الفاكهي في "أخبار مكة" عن الحجاج بن أبي رقية قال: كنت أطوف بالبيت فإذا أنا بابن عمر رضي الله عنهما، فقال: يا ابن أبي رقية استكثروا من الطواف؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ حَتَّى تُوجِعَهُ قَدَمَاهُ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يُرِيحَهُمَا فِي الْجَنَّةِ».

حكم الدعاء والذكر في الطواف


والطواف عبادة متعلقة بالكعبة المشرفة كما تعلقت بها الصلاة؛ إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام، وخير الكلام في هذه العبادة هو ذكر الله تعالى والدعاء. واستحباب الدعاء والذكر في هذه المواطن مما قرره جمهور الفقهاء، واستدلوا عليه بما أخرجه أبو داود واللفظ له، والترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ».

قال العلامة المَوَّاق المالكي في "التاج والإكليل": [(والدعاء بلا حدٍّ). القرافي: من سنن الطواف الدعاء] اهـ.

وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج" : [(وَليَدْعُ) ندبًا (بما شاء) من كل دعاء جائز له ولغيره، والأفضل الاقتصار على ما يتعلق بالآخرة (ومأثور الدعاء) الشامل للذكر؛ لأن كُلًّا قد يطلق ويراد به ما يعم الآخر في الطواف بأنواعه] اهـ.

وقال الإمام البُهُوتي الحنبلي في "كشاف القناع": [ويكثر في بقية طوافه من الذكر والدعاء... لأن ذلك مستحب في جميع الأحوال؛ ففي حال تلبسه بهذه العبادة أولى] اهـ.

وقال الإمام ابن قُدَامة في "المغني" : [ويستحب الدعاء في الطواف، والإكثار من ذكر الله تعالى؛ لأن ذلك مستحب في جميع الأحوال، ففي حال تلبسه بهذه العبادة أولى] اهـ.

تم نسخ الرابط