عاجل

حظر مصارعة الثيران في مدينة مكسيكو بعد استمرارها 500 عام..اعرف الأسباب

مصارعة الثيران
مصارعة الثيران

أصدرت مدينة مكسيكو قرارًا تاريخيًا بحظر مصارعة الثيران العنيفة بشكل رسمي، وهو ما يمثل نهاية لتقليد استمر لأكثر من خمسة قرون في الثقافة المكسيكية. أقرّ البرلمان المحلي هذا القانون بأغلبية ساحقة (61 صوتًا مؤيدًا مقابل صوت واحد معارض)، مما يعكس إجماعًا واسعًا على ضرورة إيقاف هذه الممارسة التي طالما أثارت الجدل داخل البلاد وخارجها.

ماذا يتضمن القانون الجديد؟

بموجب القانون الجديد، يُمنع استخدام الأدوات الحادة مثل السيوف والرماح التي تُستخدم عادة في مصارعة الثيران التقليدية. كما يحظر قتل أو إيذاء الثيران خلال العروض الجماهيرية، ويصنّف القانون أي ضرر متعمد على الحيوانات ضمن انتهاكات قوانين الرفق بالحيوان المكسيكية، ما يوفر حماية قانونية كاملة للثيران ضمن هذا الإطار.

استمرار العروض ولكن بدون عنف

رغم الحظر، لا تزال العروض الاستعراضية التي تشمل الثيران ممكنة، ولكن دون أي إيذاء جسدي للحيوان. وهذا يعني أن الطابع الرمزي والاستعراضي لمصارعة الثيران يمكن أن يستمر بشكل يخلو من العنف، مما يوفر حلاً وسطًا يجمع بين الحفاظ على الإرث الثقافي وتحقيق المعايير الأخلاقية الحديثة.

ردود الفعل بين التأييد والرفض

قوبل القرار بترحيب واسع من قبل المنظمات المعنية بحقوق الحيوان، التي طالما طالبت بوقف هذه العادة القاسية. واعتبرت هذه الجمعيات أن القرار يشكّل نقطة تحول نحو المزيد من الرحمة والتقدم الأخلاقي في التعامل مع الحيوانات.

في المقابل، عبّر بعض المدافعين عن التراث الثقافي عن قلقهم من أن يؤدي هذا الحظر إلى طمس هوية فنية وتاريخية متجذرة في وجدان الشعب المكسيكي. وأشاروا إلى أن مصارعة الثيران ليست فقط عرضًا دمويًا، بل فنًا تقليديًا يعكس جوانب من الفولكلور والموسيقى والأزياء المكسيكية.

 اتجاه نحو إنهاء المصارعة الدموية

يأتي هذا القرار في وقت تتزايد فيه الضغوط العالمية لإنهاء مصارعة الثيران في العديد من الدول التي لا تزال تمارسها، مثل إسبانيا وبعض دول أميركا اللاتينية. وفي السنوات الأخيرة، فرضت العديد من المدن حظرًا مشابهًا أو قيدت بشدة مثل هذه العروض، تماشيًا مع تصاعد الوعي العام حول حقوق الحيوان.

ما هي الخطوة القادمة؟

مع صدور هذا القانون، من المتوقع أن تتبع مدن مكسيكية أخرى خطى العاصمة وتعيد تقييم ممارساتها الثقافية من منظور أخلاقي وحديث. كما قد تؤثر هذه الخطوة في مستقبل السياحة الثقافية المرتبطة بمصارعة الثيران، ما يتطلب إعادة صياغة العروض الترفيهية التقليدية لتتناسب مع القوانين الجديدة.

 قرار يعكس روح العصر

يمثل حظر مصارعة الثيران العنيفة في مدينة مكسيكو تغييرًا جذريًا في العلاقة بين الإنسان والحيوان، ويشير إلى تطور المجتمع نحو مزيد من الإنسانية والتعاطف. وبينما يبقى الجدل قائمًا بين الحداثة والتراث، فإن هذا القرار يضع حجر الأساس لتقاليد جديدة تحترم الحياة وتكرّم الكائنات الحية دون ألم أو دماء

تم نسخ الرابط