عيد الأضحى 2025.. كيف تعلّم أطفالك دعاء العيد وماهي أفضل الأدعية ؟

دعاء العيد هو من الأمور التي قد تغيب عن بال الكثير ففي زحمة الاستعدادات والتحضيرات التي تسبق العيد، ما بين شراء الملابس الجديدة وتحضير الكعك وتنظيف المنزل، قد يغيب عن بال الكثير من الآباء والأمهات أن أجمل ما يمكن أن يُغرس في قلوب الأطفال هو الارتباط الروحي بالعيد، وواحدة من أهم مظاهر هذا الارتباط هو تعليمهم الأدعية التي تُقال في هذه المناسبة المباركة.

فدعاء العيد لا يقتصر على كونه كلمات تُقال، بل هو طقس روحي، وشعور بالانتماء إلى الدين، ووسيلة لنقل القيم والمشاعر النبيلة المرتبطة بهذه الأيام. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نُعلّم أطفالنا دعاء العيد بطريقة محببة وعملية، تترك أثراً في نفوسهم، وتتحول إلى عادة سنوية ينتظرونها بفرح؟

أولاً: افهموا معنى دعاء العيد

قبل أن نطلب من الطفل حفظ دعاء أو ترديده، علينا أن نشرح له ما يعنيه هذا الدعاء ولماذا نقوله في العيد. مثلاً، من أشهر الأذكار التي تُقال في العيد:

“الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.”

اشرح لطفلك أن هذه الكلمات تُقال فرحًا بتمام الصيام (في عيد الفطر)، أو بعد أداء الركن الأعظم للحج (في عيد الأضحى). هذه التكبيرات تُعبّر عن الفرح، عن الاعتراف بفضل الله وشكره، وعن التوحيد.

ابدأ بجعل الطفل يشعر أن هذه الكلمات “هديته” إلى الله في العيد، مثلما يتلقى هو الهدايا. اربط بين الشعور الإيماني والفرحة الملموسة

ثانيًا: ابدأ بالتكرار المُبكّر

أكثر ما يرسّخ العبارات في عقل الطفل هو التكرار. لا تنتظر ليلة العيد لتبدأ، بل ابدأ قبلها بأيام، وردد أمامه دعاء العيد بصوت واضح، وفي أوقات ثابتة: بعد صلاة المغرب، أثناء تجهيز ملابس العيد، أثناء تزيين المنزل، وهكذا.

اجعل الدعاء جزءًا من الحياة اليومية للطفل قبيل العيد، بحيث يربطه تلقائيًا بهذه الأجواء المبهجة

ثالثًا: استخدم الوسائط البصرية والسمعية

الأطفال يتعلمون بسرعة عندما يتم تحفيز أكثر من حاسة لديهم. استخدم فيديوهات أطفال تحتوي على تكبيرات العيد، أو سجّل صوتك وأنت تقول الدعاء بصوت جميل ودافئ، واطلب من الطفل تقليده.

كما يمكنك طباعة بطاقة ملوّنة تحمل دعاء العيد برسوم وألوان تجذب الطفل، واطلب منه تزيينها أو تعليقها في غرفته

رابعًا: حوّل الدعاء إلى نشيد جماعي

في ليلة العيد أو في صباحه، اجتمع مع أطفالك ورددوا الدعاء معًا. حولوه إلى “نشيد العائلة”، ورددوه بصوتٍ واحد وبفرح. يمكنكم استخدام الدف أو التصفيق أو حتى الإيقاعات البسيطة لتُضفي عليه طابعًا احتفاليًا.

بهذا الأسلوب، سيتحوّل دعاء العيد إلى طقس عائلي ينتظره الطفل عامًا بعد عام.

خامسًا: اربط الدعاء بالذكريات الجميلة

ما يتعلمه الطفل في جو من الحب والسعادة يظل محفورًا في ذاكرته. حاول أن تربط بين ترديد دعاء العيد وبين لحظات جميلة: حين تلبسونه ملابسه الجديدة، أو وهو يحصل على عيديته، أو أثناء توزيع الحلوى على الجيران.

قل له: “قل دعاء العيد قبل ما تفتح الهدية” أو “تعال نقوله سوا ونخرج نوزّع الكعك”. هكذا، يصبح الدعاء بوابة للفرح لا عبئًا

سادسًا: كافئ الطفل على الترديد والتعلّم

كلما ردد طفلك دعاء العيد، امدحه وقل له: “أنت تفرّح ربنا بصوتك الجميل”، أو “ما شاء الله، حفظت الدعاء كأنك إمام”. استخدم العبارات التي تشجعه على تكراره من تلقاء نفسه.

وإذا حفظ الدعاء عن ظهر قلب، امنحه مكافأة رمزية: نجمة على جبينه، أو ورقة بها عبارة “مؤذن العيد الصغير”.

سابعًا: اجعل للدعاء وقتًا خاصًا في جدول العيد

بين صخب الألعاب والخروج والتنزه، خصص وقتًا هادئًا تردد فيه الدعاء مع طفلك. قد يكون ذلك في طريقكم إلى صلاة العيد، أو أثناء لبس الحذاء، أو عند أول لقمة من كعك العيد.

التركيز على هذه اللحظات الخاصة يمنح الدعاء “مكانة” في وعي الطفل، فيشعر بأنه جزء أساسي من طقوس العيد وليس مجرد كلمات تُقال.

ثامنًا: استخدم القصص لتوضيح المعنى

احكِ له قصة عن طفل في عمره كان يقول دعاء العيد، وكيف أن الله باركه وحقق له أمنياته. أو احكِ له عن النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يحرص على التكبير في الأعياد.

ربط الدعاء بالقصص يمنح الطفل دافعًا داخليًا لتقليد الشخصيات التي يُحبها.

تاسعًا: تقبّل التكرار والسهو

لا تتوقع من الطفل أن يتقن الدعاء من أول مرة. دعه يخطئ، ويضحك، ويتلعثم. هذه طبيعة التعلّم. المهم هو الاستمرارية والشعور بالفرح لا الإتقان فقط.

كل مرة يخطئ فيها، صحح له بلطف وقل له: “الله يسمعك وفرحان بصوتك”.

عاشرًا: اجعل التجربة ممتعة لا إلزامية

لا تفرض على الطفل ترديد الدعاء فرضًا. الأطفال بطبعهم ينفرون من الإجبار. قدم له الأمر وكأنه لعبة، نشيد، وقت خاص معك. ابتعد عن عبارات مثل “يلا احفظ”، “حرام ما تقول”، وبدلًا من ذلك استخدم: “تعالى نغني دعاء العيد سوا”، أو “أنا بحب صوتك في الدعاء”
أدعية عامة تُقال في صباح العيد:
• “اللهم اجعل هذا العيد فرحة لنا ولأهلنا، وتقبل منا صالح أعمالنا، واجعلنا فيه من السعداء الفائزين.”
• “يا رب، اجعل لنا في هذا العيد نصيبًا من كل خير، واصرف عنا فيه كل شر، وارزقنا سعة الصدر وراحة البال.”
• “اللهم اجعل عيدنا هذا عيدًا مباركًا، واغفر لنا ما مضى، ووفقنا لما تحب وترضى.”
• “اللهم اجعل فرحتنا في هذا العيد كاملة، وامنحنا الصحة والعافية، واكتبنا من السعداء في الدنيا والآخرة.”

أدعية بعد صلاة العيد:
• “اللهم تقبل منا الصلاة والصيام والقيام، وتجاوز عن تقصيرنا، وثبّتنا على طاعتك.”
• “اللهم اجعل هذا العيد بداية لكل خير، ونهاية لكل حزن وهم، واجعلنا فيه من أهل القبول والرضا.”

أدعية للأهل والأبناء:
• “اللهم بارك في أهلي وأولادي، واحفظهم بحفظك، واجعلهم من عبادك الصالحين المهتدين.”
• “اللهم اجعل هذا العيد فرحة لأهل بيتي، وأدم بيننا المحبة والمودة، ولا تفرق شملنا أبدًا.”