أضرار استخدام الهواتف على الأطفال وتأثيرها على نموهم

في السنوات الأخيرة، أصبح الهاتف الذكي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بل إن الأطفال باتوا يمسكونه قبل أن يتمكنوا من المشي بثبات! وبينما نلجأ للهاتف لإسكات الطفل أو تسليته، قد لا ندرك أن هذا الجهاز الصغير يحمل آثارًا كبيرة على نموه العقلي والجسدي والعاطفي،
فما هي أضرار استخدام الهاتف على الأطفال؟ ومتى يصبح الأمر خطرًا يجب الانتباه له؟ هذا ما سنكتشفه في هذا المقال.

الهاتف ليس مجرد وسيلة ترفيه:
5 تأثيرات سلبية للهاتف على الطفل
1. تأخر في النمو العقلي واللغوي
تشير دراسة من موقع Mayo Clinic إلى أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات يعانون من تأخر في تطور المهارات اللغوية والإدراكية.
الهاتف يُقدم محتوى جاهزًا وسريعًا، فلا حاجة للطفل أن يتخيل أو يتفاعل، مما يُضعف نمو دماغه في سنواته الأولى.
2. اضطرابات النوم
أظهرت دراسة من Harvard Medical School أن الضوء الأزرق الصادر من الشاشات يُقلل إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن النوم، وهذا يعني أن الطفل الذي يستخدم الهاتف قبل النوم سيجد صعوبة في الاستغراق بنوم عميق ومريح.

3. ضعف التركيز وزيادة التشتّت
الاستخدام المفرط للهاتف يُبرمج الدماغ على “الانتقال السريع” من محتوى لآخر، مما يُضعف قدرته على التركيز لفترات طويلة، ويزيد من احتمالية الإصابة بفرط النشاط وتشتت الانتباه (ADHD).
4. مشاكل سلوكية وعاطفية
الأطفال الذين يستخدمون الهواتف لفترات طويلة قد يعانون من مشاكل في التحكم بالغضب، والتفاعل الاجتماعي، وحتى في بناء علاقات حقيقية،
فالهاتف يُغنيهم مؤقتًا عن العالم، لكنه يعزلهم على المدى البعيد.
5.آثار جسدية مبكرة
آلام في الرقبة والظهر، ضعف في النظر، وزيادة الوزن بسبب قلة الحركة — كلها نتائج جسدية لاستخدام الهاتف لفترات طويلة، بحسب موقع WebMD.

ماذا يمكن أن تفعلي كأم أو مربية؟
• حددي وقت الشاشة يوميًا ولا تتجاوز ساعة واحدة للأطفال دون 6 سنوات.
• قدّمي بدائل حقيقية مثل اللعب، القراءة، أو قضاء وقت في الخارج.
• كوني قدوة: الطفل يراقبكِ دائمًا، فإذا رأى الهاتف بيدك طوال الوقت، سيُقلّدك.
• استخدمي التكنولوجيا بوعي، اختاري تطبيقات تعليمية بسيطة إن لزم الأمر، وشاركي الطفل التفاعل معها بدلًا من تركه وحيدًا أمام الشاشة.
في الختام: الهاتف المحمول ليس شرًا مطلقًا، لكنه يصبح خطرًا عندما يُستخدم دون وعي أو حدود، طفلكِ يحتاج أكثر من شاشة… يحتاج صوتكِ، تواصلكِ، ووقتكِ، وفي زمن ازدحمت فيه الحياة الرقمية، تظل العلاقة الواقعية بينكِ وبينه هي ما تبني شخصيته وتصنع مستقبله.