طارق حسن: تحويل مؤخر الصداق إلى ذهب يعجل الزواج صفقة تجارية|فيديو

حذّر المحامي بالنقض، طارق حسن من الدعوات التي تطالب بتحويل مؤخر الصداق إلى جرامات من الذهب، معتبرًا أن هذا التوجه يُحول عقد الزواج من رابطة إنسانية قائمة على المودة والرحمة إلى صفقة مادية وتجارية بحتة، تفتقر إلى القيم الاجتماعية والدينية الأصيلة.
جاء ذلك خلال حوار عبر فضائية" الشمس"، حيث ناقش المحامية طارق حسن، البارز تداعيات هذه المقترحات المثيرة للجدل يمكن في تحول مؤخر الصداق إلى جرامات من الذهب، وانعكاساتها على استقرار الأسرة والمجتمع المصري.
مؤخر الصداق وجرامات من الذهب
أوضح طارق حسن أن مؤخر الصداق حق شرعي لكل امرأة، وهو مثبت في العقود الرسمية، لكن استغلال هذا الحق لتحويل الزواج إلى أداة لجني الأموال عند الطلاق، يُعد تشويهًا لجوهر العلاقة الزوجية.
وقال: "نعم، لكل زوجة مؤخر مثبت في العقد، ولها كامل الحق فيه، ولكن عندما نربط المؤخر بأسعار الذهب بهدف تعظيم الفائدة المادية من الطلاق، نكون بذلك قد خالفنا الأسس التي قام عليها الزواج في الشريعة الإسلامية.
ربط المؤخر بالذهب يُشجع على الطلاق
وأكد الشيخ طارق حسن أن كتابة مؤخر الصداق بجرامات الذهب يحمل مخاطر قانونية واجتماعية، أخطرها أنه قد يدفع بعض الزوجات إلى السعي نحو الطلاق من أجل المكاسب المادية، مما يُقوض مبدأ الاستقرار الأسري.
وأشار طارق حسن إلى أن هذه الخطوة قد تزرع الشك وانعدام الثقة بين الزوجين منذ بداية العلاقة، مؤكدًا: "مؤخر الصداق ليس وسيلة ضغط ولا فخ مالي يُنصب للطرف الآخر، بل هو ضمانة شرعية تُحفظ كرمًا للزوجة لا كوسيلة انتقام عند الخلاف."
الزواج ليس صفقة بل علاقة إنسانية
أوضح المحامي بالنقض أن عقد الزواج في الإسلام هو ميثاق غليظ، قائم على الرحمة والمودة والتكافل، وليس مجرد معاملة تجارية أو صفقة اقتصادية.
وقال: كلما زادت العلاقة الزوجية بُعدًا عن الجانب الإنساني والقيمي، كلما صارت هشّة وسريعة الانهيار. الزواج ليس سلعة تُشترى أو تُباع، بل مؤسسة إنسانية هدفها بناء أسرة مستقرة ومترابطة."
تجربة تؤكد أهمية بناء بيئة أسرية
في سياق الحديث، كشف طارق حسن عن أنه أب لفتاة مقبلة على الزواج، مؤكدًا أن أكبر أولوياته ليست المؤخر أو قيمته، بل ضمان أن تعيش ابنته في بيئة أسرية صحية وآمنة، تُحترم فيها وتُصان كرامتها.
وأضاف: "لا أفكر في أن أضع أرقامًا خيالية في المؤخر، بل في أن أطمئن على مستقبل ابنتي النفسي والمعنوي، لأن القيمة الحقيقية لأي زواج ناجح ليست في الماديات، بل في القيم الإنسانية والأخلاقية التي تحكم العلاقة.

دعوة لحماية الزواج من الانزلاق
اختتم طارق حسن حديثه برسالة للمجتمع، داعيًا إلى عدم المبالغة في تقدير الأمور المادية على حساب القيم الأسرية، محذرًا من أن جعل الزواج أداة للربح سيؤدي إلى تفكك مجتمعي وارتفاع نسب الطلاق.
وشدد: "إذا أردنا بناء مجتمع قوي، فعلينا أن نُعيد الاعتبار لقيم الرحمة والمودة، وأن نحمي الزواج من التحول إلى ورقة مالية هدفها الربح والخسارة."