رئيس الآثار القبطية عن«مارمينا»: مصر نجحت في إنقاذ أكبر أثر قبطي بالعالم

قال الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية في المجلس الأعلى للآثار، إن دير مارمينا في الإسكندرية هو أكبر أثر قبطي مفتوح، حيث تبلغ مساحته 1000 فدان، وهو يقع في محافظة الإسكندرية، والتي تسعى الحكومة المصرية لتحويلها إلى محافظة واعدة في المجال السياحي.
جاءت تصريحات مصطفى، على هامش الجولة التفقدية لشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أمس الثلاثاء، في منطقة أبومينا الأثرية بمحافظة الإسكندرية، بحضور قداسة البابا تواضروس، ونورية سانز، مدير مكتب اليونيسكو في مصر، إلى جانب عدد من قيادات الوزارة والكنيسة ووسائل الإعلام المحلية والعالمية.
عناية كبرى
وأشار مصطفى إلى أن دير مارمينا يحظى بعناية كبرى من وزارة السياحة والآثار، حيث نجحت الوزارة في الانتهاء من مشروع خفض منسوب مياه المنطقة، والتي كانت تعاني من تجمعات مياه متزايدة، حالت دون صيانة المنطقة بشكل مستمر، وكذلك دون الاستفادة منها سياحيًا، وكانت المنطقة مهددة بالخروج من قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
واستطاعت الوزارة عبر مراحل المشروع المتتالية، والتي بدأت منذ عام 2018م، وحتى كانت مراحله النهائية، خلال العام الأخير، أن تنهي مشكلة المياه الجوفية في دير مارمينا تمامًا، وتجفف القبر المقدس، وكل العناصر الأساسية في الدير.
منطقة أبو مينا الأثرية
تقع عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية، التي يطلق عليها بدو المنطقة اسم (أبو مينا) والتي كانت فيما مضي قرية صغيرة حيث كان مدفن القديس مينا، وكانت المنطقة حتي العصور الوسطي المبكرة أهم مركز مسيحي للحج في مصر، وتتبع المنطقة حي ثان العامرية في مدينة الإسكندرية، إلى الجنوب من مدينة برج العرب الجديدة، ويوجد مدق صحراوي واضح المعالم يمتد لمسافة 12 كيلو مترا في اتجاه الجنوب حتي يصل الي منطقة الاثار.
واكتشف المكان عام 1905 علي يد عالم الاثار الألماني (كوفمان) حيث تمكن في صيف عام 1907 من الكشف عن أجزاء كبيرة منه، سجلت الحكومة المصرية منطقة أبو مينا كموقع أثري طبقًا للقرار رقم 698 لعام 1956م، وفي عام 1979 قررت منظمة اليونسكو إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي، وبذلك أصبح واحدًا من أهم الأماكن التاريخية بمصر.
تضم المنطقة كنائس وأديرة أثرية، ترجع للفترة ما بين 312 - 315م تم نقل رفات الشهيد «مارمينا» للدير، وتم بناء أول كنيسة في منطقة مريوط ما بين عامي 320- 325م، وترجع إلى الإمبراطور قسطنطين جدير بالذكر أن المنطقة تعرضت للاندثار في القرن الـ13 بسبب غارات الأتراك والفرس على المنطقة، وفي القرن الـ14 تم نقل رفات القديس مارمينا إلى كنيسة مارمينا في منطقة مصر القديمة.