"البنتاجون" يشكل لجنة لمراجعة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، الثلاثاء، عن تشكيل لجنة جديدة لمراجعة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021، وذلك في إطار تقييم شامل للتحقيقات السابقة المتعلقة بالحدث وتحليل القرارات التي أدت إلى الانسحاب الفوضوي.
وجاء هذا القرار وفقًا لمذكرة جديدة صدرت أمس الثلاثاء، ووقعها وزير الدفاع، بيت هيجسيث.
مهمة اللجنة
وتقضي المذكرة بتشكيل "لجنة مراجعة خاصة" تتولى إعادة فحص مجريات التحقيقات السابقة، وتحليل مسار اتخاذ القرار السياسي والعسكري الذي أدى إلى الانسحاب الذي وقع في عهد الرئيس جو بايدن، رغم أن الأساس له كان قد وضع خلال إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وقع اتفاقًا مع حركة طالبان في عام 2020 يقضي بسحب القوات الأمريكية وفق جدول زمني محدد.
تحليل الأحداث
وقال "هيجسيث" في المذكرة: "خلال الأشهر الثلاثة الماضية، انخرطت الوزارة في مراجعة هذا الحدث الكارثي في تاريخ جيشنا، وقد خلصت إلى ضرورة إجراء تقييم شامل لضمان المساءلة الكاملة وتقديم صورة واضحة للشعب الأمريكي."
وكان الرئيس ترامب قد أمر في أواخر عام 2020، بعد خسارته الانتخابات، بسحب سريع للقوات الأمريكية، رغم اعتراض وتحفظ بعض كبار المسؤولين العسكريين، كما كشفت لجنة 6 يناير في شهادات سابقة أمام الكونجرس.
سقوط كابول
وبعد تولي الرئيس بايدن المنصب، قام بتأجيل الانسحاب لبضعة أشهر. لكن مع بدء تنفيذ القرار، سقطت العاصمة كابول سريعًا في قبضة طالبان، التي استولت على معدات عسكرية أمريكية كانت قد تُركت وراءها.
فوضى المطار
وأدى ذلك إلى فوضى عارمة في مطار حامد كرزاي الدولي، حيث احتشد آلاف المدنيين الأفغان في محاولة للفرار، وانتهى الأمر بتفجير انتحاري عند بوابة "آبي" في المطار، أسفر عن مقتل 13 جنديًا أمريكيًا وأكثر من 170 أفغانيًا.
انتقادات واسعة
وأثار الانسحاب موجة من الانتقادات، لا سيما من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، كما وُجهت انتقادات لاذعة من الرئيس السابق ترامب، الذي دعا في اجتماع لمجلس الوزراء في 26 فبراير إلى إقالة جميع القادة العسكريين المتورطين في الانسحاب.
وقال: "لن أخبر هذا الرجل (هيجسيث) بما يجب فعله، لكن لو كنت مكانه، لطردت كل واحد منهم."
قيادة اللجنة
وسيترأس اللجنة الجديدة شون بارنيل، كبير مستشاري "هيجسيث" والمتحدث باسمه، وهو أيضًا أحد المحاربين القدامى في حرب أفغانستان.
ويضم الفريق أيضًا اللفتنانت كولونيل المتقاعد، ستيوارت شيلر، الذي كان قد أجبر على الاستقالة بعد نشره مقاطع فيديو، تنتقد القيادة العسكرية عقب تفجير مطار كابول، بالإضافة إلى الصحفي الاستقصائي السابق جيري دنليفي، الذي شارك في قيادة تحقيق لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس بشأن الانسحاب.
تحليل شامل
وأكد "هيجسيث" في بيان رسمي، أن اللجنة ستعتمد على الأدلة والشهادات وتحليل سلسلة الأحداث بعناية، مضيفًا: "سينظر شون وفريقه إلى الحقائق، ويفحصون المصادر، ويقابلون الشهود، ويحللون اتخاذ القرار، لتقديم رواية دقيقة لما حدث في واحدة من أحلك لحظات التاريخ الأمريكي."
تحديثات مستمرة
وأشار إلى أن اللجنة ستقوم بتقديم تحديثات في الأوقات المناسبة، لضمان إبقاء الرأي العام على اطلاع بنتائج المراجعة وأي إجراءات محتملة ناتجة عنها.
