إسرائيل ردا على لندن .. عهد الانتداب البريطاني انتهى منذ 77 عاما

ردّت إسرائيل على سلسلة قرارات اتخذتها الحكومة البريطانية، تضمنت تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وفرض عقوبات على مستوطنين في الضفة الغربية، إلى جانب استدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، احتجاجًا على تصاعد العمليات العسكريةالإسرائيلية في قطاع غزة.
واتهمت تل أبيب لندن بـ"الهوس بمعاداة إسرائيل" في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، الثلاثاء، مشيرة إلى أن المفاوضات التجارية "لم تشهد أي تقدم من جانب الحكومة البريطانية منذ البداية"، رغم أن الاتفاق "كان سيحقق فوائد مشتركة للطرفين".
وأضاف البيان: "إذا قررت بريطانيا، بدافع اعتبارات سياسية داخلية وعداء غير مبرر لإسرائيل، أن تضر بمصالحها الاقتصادية، فهذاشأنها وحدها".
وتناول البيان أيضًا قرار لندن فرض عقوبات على مستوطنين في الضفة، واصفًا الخطوة بأنها "مؤسفة وغير مبررة"، خاصة في وقت "لاتزال فيه إسرائيل تودّع ضحايا الإرهاب"، مشيرًا إلى مقتل "تسيلا غز" أثناء توجهها إلى المستشفى للولادة، فيما "يبذل الأطباء جهودًالإنقاذ حياة مولودها".
واختتمت الخارجية الإسرائيلية بيانها بتأكيد رفضها لأي ضغوط خارجية، قائلة: "الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عامًا، ولن تؤثر أي ضغوط على التزام إسرائيل بالدفاع عن أمنها ووجودها في مواجهة من يسعون للقضاء عليها".
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت أن تجميد المفاوضات وفرض العقوبات يأتيان في سياق رفضها لممارسات إسرائيل في قطاع غزة، بمافي ذلك تكثيف الغارات العسكرية، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار الحرب منذ أكتوبر 2023.
وأكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن وزارة الخارجية استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي، تعبيرًا عن احتجاج لندنعلى التصعيد الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.
واتخذت حكومة البريطانيا قرار الاستدعاء السفيرة الإسرائيلية كخطوة احتجاجية على تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أثارت موجة من القلق الدولي بشأن الوضع الإنساني المتفاقم وتعد هذه الخطوة واحدة من أبرز التحركات الدبلوماسية البريطانية في الآونة الأخيرة تجاه إسرائيل، ما يعكس رفض لندن للتصعيد العسكري غير المبرر.
يأتي هذا التحرك البريطانيا في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية، خاصة مع تقارير حقوقية تشير إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وتشير التحليلات إلى أن بريطانيا تسعى من خلال هذا الاستدعاء إلى إيصال رسالة سياسية واضحة مفادها أن استمرار الهجمات العسكرية لن يحل الأزمة بل يعمقها.
تصاعد القلق من العمليات في القطاع
تزايدت الدعوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، خاصة من قبل منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، التي حذرت من كارثة إنسانية تهدد حياة آلاف المدنيين في قطاع غزة، خصوصًا الأطفال والنساء، ويبدو أن بريطانيا تتماشى مع هذا الموقف الدولي عبر الضغط دبلوماسيًا على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي الإنساني.
يرى مراقبون أن قرار بريطانيا باستدعاء السفيرة الإسرائيلية يعكس تحولًا نسبيًا في خطاب لندن تجاه سياسات إسرائيل في غزة، خاصة مع تزايد الانتقادات الداخلية في بريطانيا بشأن صمت الحكومة عن الانتهاكات المتكررة وقد يمثل هذا الموقف بداية لإعادة تقييم السياسة البريطانية حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.