مفاجئة.. الرئيس السوري وافق على استرداد مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي

كشفت وكالة رويترز الإخبارية، اليوم الثلاثاء، أن عملية إعادة مقتنيات الجاسوس الإسرائيلي الشهير "إيلي كوهين" إلى تل أبيب تمت بموافقة مباشرة من الرئيس السوري أحمد الشرع، وهو ما يمثل خطوة مفاجئة ودلالات سياسية عميقة في ظل التحركات الإقليمية المتسارعة تجاه دمشق.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في وقت سابق، استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت ضمن "الأرشيف السوري الرسمي" الخاص بالعميل السابق لجهاز الموساد إيلي كوهين. وكان "كوهين" قد أُعدم في الستينيات بعد انكشاف أمره أثناء تأديته لمهام استخبارية في سوريا.
مقتنيات شخصية سلّمت بهدوء
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لوكالة رويترز، فإن المقتنيات التي أُعيدت إلى إسرائيل شملت ساعة يد، نظارات طبية، ووثائق شخصية تعود لكوهين. وقد تم تسليم هذه المقتنيات بهدوء ضمن تفاهمات غير معلنة، ما قد يشير إلى بوادر انفتاح دبلوماسي حذر بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
إيلي كوهين
يُعتبر "إيلي كوهين" من أشهر الجواسيس في تاريخ إسرائيل، حيث نجح في الستينيات في التسلل داخل هياكل السلطة السورية متنكرا بهوية "كامل أمين ثابت". وأقام علاقات وثيقة مع مسؤولين كبار في الحكومة السورية، ونقل معلومات استراتيجية ساعدت إسرائيل في حرب عام 1967. لكنه اُكتشف في نهاية المطاف وأُعدم علنًا في ساحة المرجة بدمشق في عام 1965. ومنذ ذلك الحين، ظلت إسرائيل تطالب باستعادة رفاته أو متعلقاته، إلا أن دمشق كانت ترفض ذلك مرارًا.
رسالة سياسية في توقيت حساس
يرى مراقبون أن إعادة هذه المقتنيات تُعد بمثابة رسالة رمزية دقيقة من القيادة السورية، وربما تأتي في إطار صفقات أو تفاهمات أوسع تشمل تخفيف الضغوط والعقوبات الدولية المفروضة على دمشق، مقابل انخراط تدريجي في مسارات سياسية جديدة.
لقاء ترامب والشرع
تأتي هذه الخطوة بعد تقارير عن لقاء جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، ما أعاد فتح قنوات التواصل وأثار تساؤلات حول تحول محتمل في الموقف السوري من ملف التطبيع.
مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية
في ظل إعادة ترتيب المشهد الإقليمي، وبدعم من أطراف عربية فاعلة، قد تكون هذه التحركات جزءًا من عملية أوسع تهدف إلى تسوية تدريجية تشمل استقرار سوريا، وفتح الباب أمام عودة دمشق إلى الساحة الدولية، مقابل خطوات سياسية مدروسة من جانبها.