هل يجوز الحج عن الوالدين وبمن أبدأ؟.. دار الإفتاء توضح الحكم
مع اقتراب موسم الحج وفي ظل تساؤلات كثيرة عن أحكام الحج وما يتعلق به ورد سؤال إلى دار الإفتاء "ما الحكم الشرعي فيمن توفي والداه دون أداء فريضة الحج، ويرغب هو –وقد سبق له أداء الفريضة عن نفسه– أن يحج عنهما بنفسه؟ وهل يبدأ بالحج عن الأب أم الأم؟ وهل يجوز أن يؤدي الحج عنهما معًا في عام واحد
هل يجوز الحج عن الوالدين؟
أجمع العلماء على جواز أداء فريضة الحج عن الشخص المتوفى الذي لم يؤدِّها في حياته رغم قدرته واستطاعته، ويُرجى أن تُجزئ عنه، كما نصّ على ذلك الإمام أبو حنيفة. وقد ثبت هذا الحكم في السنة النبوية، حيث ورد عن امرأة أنها جاءت إلى النبي ﷺ وقالت: “يا رسول الله، إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها؟” فقال: “نعم، حُجِّي عنها” [رواه الترمذي].
شروط الحج عن المتوفى
حتى تصح النيابة في الحج، ينبغي أن تتوفر عدة شروط، أهمها:
• أن تكون نفقات الحج (السفر، الطعام، الإحرام، المأوى…) مغطاة من مال من أراد التبرع بالحج، وليس من مال الشخص النائب.
• أن يُخصص النائب النية بالحج عن المتوفى بعينه، وتُعلن هذه النية عند الإحرام.
هل يمكن الحج عن الوالدين معًا؟
إذا أراد الابن أن يحج عن والديه المتوفيين، فالصحيح أن يحج عن كل واحد منهما في عام منفصل، أي لا يجوز أن يحج عن كليهما في نفس الموسم بشخص واحد.
لكن، يمكنه أن يحج عن أحدهما، وينيب شخصًا آخر موثوقًا للحج عن الآخر، بشرط أن يتحمل هو تكاليف الحج، وأن ينوي النائب الحج عن الميت المحدد من قبل الابن المنيب.
من أولى بالحج أولًا: الأم أم الأب؟
في حال رغب الابن في الحج بنفسه عن والديه، فالأفضل أن يبدأ بالأم؛ وذلك لتأكيد السنة على فضل الأم وحقها المُقدم في البر، استنادًا لحديث النبي ﷺ عندما سأله رجل: “يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟” قال: “أمك”، قال: “ثم من؟” قال: “أمك”، قال: “ثم من؟” قال: “أمك”، قال: “ثم من؟” قال: “ثم أبوك” [متفق عليه].
وجاء أيضًا في كتاب “الجوهرة” في باب النفقات أنه: “إذا كان الرجل لا يملك إلا ما يكفي أحد والديه، فالأم أولى بالرعاية”
