عاجل

قصة الحجر الأسود.. أسراره ولماذا يحرص المسلمون على تقبيله؟

الحجر الأسود
الحجر الأسود

الحجر الأسود هو حجر بيْضاوي الشكل، أسودُ اللونِ مائلٌ إلى الحُمرة، وقطره 30 سم، يوجد في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج، ويرتفع عن الأرض مترًا ونصفَ المتر، وهو محاطٌ بإطار من الفضة الخالصة صونًا له.

لماذا نزل الحجر الأسود من الجنة؟

ورد أن الحجر الأسود في بداية أمره كان أبيضَ ناصعَ البياض؛ فعن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ». [أخرجه الترمذي]

بحسب المصادر المتوفرة فقد ظهر الحجر الأسود في زمن إبراهيم عليه السلام حيث نزل به جبريل من السماء. وقد ورد الحديث أن "الحجر الأسود من الجنة". ويرتبط الحجر الأسود بأحداث تاريخية مهمة. فقبيل البعثة بقليل، أعادت قريش بناء الكعبة واختلف سادتها في من يكون له شرف وضعه مكانه، فلجؤوا إلى النبي وحكَّموه في أمرهم، فوضع الحجر الأسود بيده على ثوبٍ وأمر كبير كل قبيلة برفع طرفٍ من الثوب ليوضع الحجر في مكانه، وبذلك انتهى الخلاف. وقد تعرض الحجر الأسود لمحاولات متعددة لاقتلاعه وإتلافه أبرزها حادثة القرامطة الذين استولوا عليه سنة 317هـ ولم تتم استعادته إلا بعد 22 سنة.

الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة

لماذا يحرص المسلمون على تقبيل الحجر الأسود؟

والحجر الأسود هو نقطة بداية الطواف ومنتهاه، ويُسَنُّ استلام الطائف له -أي لمسه باليد-، وتقبيله عند المرور به، فإن لم يستطع استلامَه بيده وتقبيلَه، أو استلامَه بشيء معه وتقبيلَ ذلك الشيء؛ أشار إليه بيده وسمَّى وكبَّر قائلًا: باسم الله والله أكبر.

وقد رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقبل الحجر الأسود ويقول: «لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ». [أخرجه مسلم]

فوائد الحجر الأسود

أما عن فضل استلامه ومسحه يقول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: فإنه يحُطُّ الذنوبَ والخطايا كما يتحاتُّ ورَقُ الشجرِ؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ مَسْحَ الرُّكْنِ الْيَمَانِي وَالرُّكْنِ الْأَسْوَدِ يَحُطُّ الْخَطَايَا حَطًّا». [أخرجه أحمد في مُسند]

وقَالَ ﷺ: «لَيَأْتِيَنَّ هَذَا الْحَجَرُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ يَسْتَلِمُهُ بِحَقٍّ». [أخرجه ابن ماجه]

مناسك الحج
مناسك الحج

دعاء الحجر الأسود 

ورد عن علِيٍّ بن أبي طالب كرم الله وجهه: أنَّه كان إذا استَلَم الحَجَرَ قال: "اللَّهمَّ إيمانًا بكَ وتصديقًا بكتابِكَ واتِّباعًا سنَّةَ نَبيِّكَ"، وقد ثبت عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يقول بين الرُّكنِ اليَماني والحَجرِ: "اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النَّارِ". وقد قال بما تمّ بيانه من الذّكر والدّعاء عند الحجر الأسود كثير من علماء الأمّة: وقال ابن باز رحمه الله تعالى: يشرع التّكبير عند استلام الحجر الأسود وتقبيله، وإذا تعذّر الوصول إليه أشار إليه وكبّر.

دعاء الحجر الأسود ، ورد فيه أنه يسن للحاج أن يقول بين الحجر الأسود والركن اليماني: (ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ)، و يسن للحاج أن يقول بين الحجر الأسود والركن اليماني: (اللهمَّ إِنَّي أسالُكَ العفوَ والعافِيَةَ في الدنيا والآخرَةِ)، وكانَ ابنُ عمرَ إذا استلمَ الحجرَ قالَ: "اللَّهمَّ إيمانًا بكَ وتصديقًا بكتابِكَ وسنَّةِ نبيِّك ثمَّ يصلِّي على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم".

تم نسخ الرابط