عبد الرحمن البشاري: "الجلابية شرف.. ولن أقبل بالإهانة"

في واقعة أثارت جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، علّق الشاب عبد الرحمن البشاري، المعروف إعلاميًا بـ"صاحب واقعة الجلابية في كافيه التجمع الخامس"، على ما حدث له من منع دخول أحد الكافيهات الشهيرة، بسبب ارتدائه الجلابية، وهي الزي التقليدي للصعيد المصري، مؤكدًا أن ما حدث ليس مجرد واقعة فردية، بل يمثل ظاهرة تستدعي التوقف والتفكير.
واقعة "الجلابية"
قال "البشاري"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "صبايا الخير" على قناة النهار الفضائية، إن الموضوع لا يقتصر على هذا الكافيه فقط، بل هناك بعض الأماكن في محافظة القاهرة تتبع نفس السياسة غير المعلنة، والتي تنطوي على تمييز مبطن ضد من يرتدون الجلابية أو الملابس التقليدية.
وأضاف: "الموضوع مش شخصي، دي سياسة موجودة في بعض الكافيهات اللي بتحاول تفرض شكل معين من الزبائن وكأننا في تصنيف طبقي مرفوض تمامًا".
"الجلابية" شرف
وأشار البشاري إلى أن الجلابية ليست مجرد زي بل تمثل شرفًا وهوية، خاصة لأبناء الصعيد؛ واستطرد قائلًا: "أنا بسافر بره مصر، سواء لأوروبا أو دول الخليج، وبادخل مطاعم وكافيهات أفخم من اللي في التجمع وأنا لابس الجلابية، ومفيش حد عمره قالّي ممنوع تدخل.. لكن للأسف في مصر، بنقابل الممنوع ده".
وفي لهجة قوية، وجه عبد الرحمن رسالة حازمة لكل من يحاول فرض تمييز غير معلن على أبناء الصعيد أو من يرتدون الملابس التقليدية قائلًا: "رسالتي لكل من تسول له نفسه أنه يمنع أي صعيدي من دخول مكان عام، أن هذا السلوك مرفوض، ولن نقبل أن نُقصى من أماكن عامة بسبب شكل لبسنا".

مواجهة التمييز
اختتم البشاري مداخلته برسالة للمجتمع والسلطات، داعيًا إلى الوقوف ضد هذه الممارسات التي وصفها بالتمييزية، وطالب بإجراءات واضحة لردع الأماكن التي ترفض دخول المواطنين بناءً على شكل الملابس أو الخلفية الاجتماعية. "إذا كنا بنحارب التمييز في كل أشكاله، فلابد أن نبدأ من احترام التنوع داخل المجتمع المصري".
تنوع المظهر
تعكس واقعة عبد الرحمن البشاري عمق المشكلة المرتبطة بعدم تقبّل التنوع في المظهر والثقافة داخل بعض الأوساط الاجتماعية في مصر، وهو ما يدق ناقوس الخطر بشأن اتساع الفجوة بين الطبقات، وضرورة دعم مبادرات توعوية تضمن المساواة والكرامة لكل مواطن، بغض النظر عن ملبسه أو أصوله.