القليوبي: صفقة تبادل الأسرى مؤشر على تحريك الجمود في مفاوضات روسيا وأوكرانيا
قال الدكتور رامي القليوبي، الكاتب والباحث في الشأن الروسي، إن استئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا مؤخراً يُعد تطوراً رمزياً مهماً بعد أكثر من ثلاث سنوات من انقطاع الحوار، رغم عدم تحقيق اختراق فعلي في ملف وقف إطلاق النار حتى الآن.
المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا
وأوضح القليوبي، خلال مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية"، أن اللقاء الذي جرى الجمعة الماضية لم يسفر عن تقدم حقيقي على صعيد التهدئة، لكنه أسفر عن أكبر صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، تضمنت الإفراج عن ألف أسير من كل جانب، وهو ما يشير إلى وجود رغبة ضمنية لدى الجانبين في تحريك المسار التفاوضي.
وحول المطالب الروسية التي وصفتها كييف بـ"غير المنطقية"، مثل الانسحاب من مناطق استراتيجية وتعهد بعدم الانضمام للناتو، أشار القليوبي إلى أن المفاوضات غالبًا ما تبدأ بسقوف مرتفعة من كلا الطرفين، قبل أن تبدأ عملية التدرج نحو تسويات، مرجحًا أن تضطر موسكو لتقديم تنازلات في ظل ضغوط غربية، خاصة من الولايات المتحدة، لإحياء العملية السياسية.
كما لفت إلى أن روسيا لا تسيطر فعليًا إلا على مقاطعة لوجانسك من بين الأربع التي أعلنت ضمها في 2022، فيما لا تزال مدن كبرى مثل دونيتسك تحت سيطرة أوكرانيا، ما يضعف قدرة موسكو على فرض شروطها بالكامل عسكريًا، ويفتح الباب أمام احتمالات التوصل إلى تسويات تفاوضية خلال الجولات المقبلة.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، إن هدف بلاده يتمثل في القضاء على الأسباب التي فجّرت الصراع في أوكرانيا، وتهيئة الظروف لسلام دائم، مع ضمان أمن روسيا.
وأوضح بوتين، في تصريحات للتلفزيون الرسمي الروسي، أن موسكو تسعى إلى معالجة جذور الأزمة وليس فقط مخرجاتها، مؤكدًا أن الأمن القومي الروسي سيظل في صلب أي تسوية محتملة. وجاءت تصريحاته بعد يومين من فشل أول محادثات سلام منذ عام 2022 في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
مفاوضات إسطنبول
في خطوة دبلوماسية بارزة، استضافت تركيا يوم الجمعة 16 مايو 2025 أول محادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ شن موسكو الحرب على أوكرانيا في فبراير 2022. عُقدت الجلسة في قصر دولما باهتشه بإسطنبول، بحضور وفود من تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا، تلتها محادثات مباشرة بين موسكو وكييف.
