عاجل

روسيا - النازية

تكشف «تعاون روس مع النازيين».. روسيا ترفع السرية عن ملفات الحرب

روسيا ترفع السرية
روسيا ترفع السرية عن ملفات جديدة

رفعت السلطات في روسيا السرية عن مئات الملفات الجنائية التي تكشف تفاصيل تعاون عدد من المواطنين السوفييت مع الاحتلال الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب ما نقلته صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية، تهدف الخطوة النادرة إلى توثيق هذه الجرائم وتحليلها بشكل أعمق.

تصدرت شخصية إيفان تالمان هذه الوثائق، وهو أحد أبرز المتعاونين مع النظام النازي في جهود الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق السكان المدنيين، خصوصًا اليهود، حيث ظل مختبئًا في سيبيريا لسنوات طويلة، متجنبًا العدالة قبل أن يتم القبض عليه لاحقًا.

 

روسيا ترفع السرية عن ملفات جديدة

نشر الصحفي الروسي بافيل تيونوف، عبر موقع NGS الإخباري المحلي، نصوصًا لاستجوابات تالمان، والتي توضح رحلته من جندي في الجيش الأحمر إلى عميل نشط ضمن قوات الأمن الخاصة النازية (SS)، حيث تولى مهامًا شملت الحراسة والمشاركة في عمليات القتل الجماعي.

ولد تالمان عام 1918 في منطقة دنيبروبيتروفسك بأوكرانيا، وانضم إلى الجيش الأحمر في سن 22 كجندي مدفعي، لكن تم أسرُه على يد القوات الألمانية بعد شهر واحد فقط من التحاقه. 

وبعد الأسر، ادعى تالمان أنه من أصول ألمانية لكسب ثقة الألمان، وقرر الانشقاق والانضمام إلى معسكرات تدريب قوات الأمن الخاصة (SS) في بولندا، ومنها معسكرات تراونيكي وخيلم، حيث تلقى تدريباته ليصبح حارسًا ومعاقبًا على السجناء.

<span style=
روسيا ترفع السرية عن ملفات جديدة

أفاد تالمان خلال استجواباته بأنه تدرب على عقاب وقتل السجناء في الأحياء اليهودية ومعسكرات الاعتقال والإبادة، ووصف نفسه بأنه “معاقب - جلاد متدرب”. كما عُين في معسكر بيلزيك، وهو أحد معسكرات الإبادة النازية الثلاثة في بولندا التي استخدمت غرف الغاز. 

وهناك، تدرج في الرتب وحصل على وسام تقدير لخدمته، وأشرف على فرق عمل قسرية مكونة من سجناء يهود يُجبرون على تفريغ عربات القطارات، وتفريق العائلات، وتفتيش الأمتعة، واصطحاب الضحايا إلى غرف الغاز.

وصف تالمان حفرة عميقة في وسط المعسكر، يصل عمقها إلى نحو 6 إلى 8 أمتار، كانت تُلقى فيها الجثث. وأكد أن فرق الأسرى كانت تتناوب على العمل في هذه المهام القاتلة، حيث غالبًا ما كانت تُعدم مجموعات من السجناء أسبوعيًا، في بعض الأحيان بلا سبب واضح. واعترف بأنه أطلق النار بنفسه على خمسة أسرى خلال فترة خدمته.

 

75000 شخص قتلوا معظمهم من اليهود

تشير الوثائق إلى أن أكثر من 75000 شخص، معظمهم من اليهود، قُتلوا في معسكر بيلزيك خلال الفترة التي كان تالمان فيها مسؤولًا. بعدها خدم في معسكر سوبيبور، حيث تولى الإشراف على العمليات الأمنية، ومنحه النظام النازي إجازة لمدة أسبوعين لزيارة عائلته في أوكرانيا، قبل أن يعود إلى لوبلين لتدريب الحراس الجدد.

في عام 1943، وبعد إصابته بمرض السل، تقاعد تالمان من الخدمة. انتقل إلى النمسا وعاش هناك حتى انتهاء الحرب، حينما استولى الحلفاء على المنطقة. بعد الحرب، سُلم تالمان إلى الاتحاد السوفيتي باعتباره أسير حرب، لكن رغم الاشتباه في تجسسه لصالح الولايات المتحدة، لم يُعثر على أدلة تدينه، فأُطلق سراحه.

في عام 1946، بعد تسريحه من الجيش، استقر تالمان في جورجيا وعمل حلاقًا، ثم انتقل إلى مدينة نوفوسيبيرسك في سيبيريا. في عام 1950، أثناء عمله كعامل زراعي، ألقي القبض عليه مجددًا بعد تحديد هويته كجلاد نازي.

حُوكم تالمان وأدين بتهمة الخيانة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وصدر بحقه حكم بالإعدام في أكتوبر 1950، ونفذ الحكم في يناير 1951.

<span style=
روسيا ترفع السرية عن ملفات جديدة

وفي مقابلة مع موقع NGS، أوضح ستانيسلاف لوكاشوف، نائب رئيس مكتب جهاز الأمن الفيدرالي في نوفوسيبيرسك، أن التحقيقات مع الناجين من معسكرات الاعتقال والذين شهدوا على الجرائم، أسهمت في إعادة بناء وقائع تلك الأحداث وهويات مرتكبيها بدقة، رغم عدم توفر التقنيات الحديثة آنذاك. وأضاف أن المئات من الملفات الجنائية التي توثق تعاون مواطنين سوفييت مع النازيين تم الكشف عنها في منطقة نوفوسيبيرسك وحدها، ما يعكس حجم التعاون الذي جرى خلال الحرب.

تمثل هذه الملفات التي رفع عنها السرية اليوم مصدرًا هامًا لفهم تاريخ التعاون بين بعض المواطنين السوفييت والنظام النازي، وتوثيق الجرائم التي ارتكبت في تلك الفترة السوداء من التاريخ.

تم نسخ الرابط