نتنياهو يحذر من «خط أحمر» في غزة وسط تصاعد الأزمة الإنسانية

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، عن استئناف المساعدات المحدودة لقطاع غزة بعد حصار دام شهوراً، مشيراً إلى أن قراره جاء بعد ضغوط دولية. هذا القرار أثار الأمل لدى الفلسطينيين في دخول المساعدات الإنسانية، مثل الغذاء والدواء، التي هم في أمس الحاجة إليها، لكن لم يتم إدخال أي منها حتى بعد ظهر اليوم.

موجة جديدة من العمليات الجوية والبرية

في الوقت نفسه، شن الجيش الإسرائيلي موجة جديدة من العمليات الجوية والبرية في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك إخلاء خان يونس، ثاني أكبر مدينة في القطاع، التي شهدت عملية واسعة النطاق خلال الحرب تركت جزءًا كبيرًا منها في حالة خراب.

وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد أعلنت، الأحد، أنها ستسمح بدخول كمية أساسية من المساعدات إلى غزة بهدف منع تفاقم أزمة الجوع هناك. وركزت إسرائيل هجومها على قطاع غزة في محاولة للضغط على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفوا في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 والذي أشعل الحرب.

خطة للسيطرة على غزة

وأشار "نتنياهو" إلى أن إسرائيل تخطط للسيطرة الكاملة على قطاع غزة وإنشاء نظام جديد لتوزيع المساعدات، بهدف تحايل على حركة حماس. كما ذكر أن إسرائيل ستشجع ما وصفه بالهجرة الطوعية لعدد من سكان غزة إلى دول أخرى.

من جهة أخرى، أعربت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمها الكامل لإجراءات إسرائيل، حيث ألقى وزير الخارجية ماركو روبيو اللوم على حركة حماس في الخسائر البشرية التي لحقت بالفلسطينيين. ومع ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من الوضع الإنساني في غزة، خاصة مع تزايد أزمة الجوع.

الخط الأحمر والوضع الإنساني المتدهور

وحذر "نتنياهو" من أن الوضع في غزة يقترب من "خط أحمر" ونقطة خطيرة، ولكن لم يتضح ما إذا كان يقصد الأزمة الإنسانية أم أن التصريح كان متعلقًا بالخسارة المحتملة لدعم حلفاء إسرائيل في المجتمع الدولي.

وأشار "نتنياهو" إلى أن المساعدات التي سيتم السماح بدخولها إلى غزة ستكون ضئيلة، دون تحديد موعد دقيق لاستئنافها، مؤكدًا أنها ستكون بمثابة جسر نحو إطلاق نظام مساعدة جديد في القطاع. ووفقًا للمخطط الإسرائيلي، ستقوم منظمة دولية تدعمها الولايات المتحدة بتوزيع المساعدات في مراكز ستؤمنها القوات الإسرائيلية.

رفض الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية

رفضت الوكالات الإنسانية ومجموعات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية، معتبرة أنها لن تصل إلى عدد كاف من المحتاجين في غزة، كما أنها قد تؤدي إلى تسليح المساعدات بطريقة تخالف المبادئ الإنسانية المتعارف عليها.

يأتي هذا التوتر في وقت حساس مع استمرار المعاناة الإنسانية في غزة، بينما تحاول إسرائيل فرض خططها للضغط على حماس في ظل غياب تقدم كبير في الجهود الدبلوماسية.