عاجل

عمليات تغيير لون العيون.. موضة خطيرة تهدد البصر وتقلل الرؤية

تغيير لون العيون
تغيير لون العيون

 

العيون كانت دائمًا مرآة الجمال وسرًّا من أسرار الجاذبية، ولكن في السنوات الأخيرة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الإعلانات التي تروّج لجراحات تغيير لون العيون بشكل دائم. هذه الإجراءات يتم تسويقها على الإنترنت باعتبارها "آمنة وسهلة"، وقد لاقت رواجًا ملحوظًا بين الشباب، لا سيما الفتيات اللاتي يبحثن عن التميز أو "لوك مختلف". إلا أن هذه العمليات، رغم بريقها الإعلامي، تحمل في طياتها مخاطر صحية كبيرة قد تصل إلى فقدان البصر الكامل.

ماذا تفعل لتغيير لون العينين؟

العيون تحصل على لونها من القزحية، وهي حلقة دائرية ملونة تقع بين القرنية الشفافة والعدسة، وتتحكم في كمية الضوء الداخل إلى العين. جراحة تغيير اللون تعتمد على زرع قزحية صناعية مصنوعة غالبًا من السيليكون، يتم إدخالها أمام القزحية الطبيعية من خلال شق صغير في القرنية، وتُجرى عادة تحت تأثير التخدير الموضعي. لكن ما يبدو إجراءً بسيطًا من الخارج، يخفي خلفه عواقب طبية خطيرة تؤثر على سلامة العين وجودة الرؤية، وفق الدكتورة سمر شعير، استشاري طب وجراحة العيون، عبر حساب مؤسسة سيدات مصر الرسمي.

مضاعفات تغير لون العيون

العيون التي خضعت لهذا النوع من الجراحة أظهرت عبر الدراسات الطبية تعرضها لمجموعة من المضاعفات الجسيمة، من أبرزها ارتفاع الضغط داخل العين وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بـ"المياه الزرقاء" (الغلوكوما)، وهي أحد الأسباب الرئيسية للعمى حول العالم. كما تم تسجيل حالات من "المياه البيضاء" أو إعتام العدسة، ما يستدعي لاحقًا الخضوع لعمليات إزالة واستبدال العدسة. بالإضافة إلى ذلك، قد تصاب القرنية، وهي الجزء الخارجي الشفاف من العين، بعَتَمة قد تتطلب لاحقًا إجراء جراحة زرع قرنية.

العيون ليست فقط معرضة للأمراض المزمنة بسبب هذه العمليات، بل أيضًا للمضاعفات الحادة مثل التهاب القزحية، ما يسبب ألمًا وتشوشًا في الرؤية، فضلًا عن خطر العدوى البكتيرية أو الفيروسية التي قد تؤدي إلى تلف دائم للعين وفقدانها. هذه المضاعفات لا تظهر فورًا، بل قد تتطور مع الوقت وتؤثر بشكل تدريجي على الرؤية.

العيون كانت محور تحذير واضح من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، وهي أكبر جهة علمية معنية بطب وجراحة العيون عالميًا، حيث نشرت تقريرًا أكدت فيه "أن زراعة القزحية لأغراض تجميلية قد تُسبب أضرارًا جسيمة للعين، تؤدي إلى تلف دائم وفقدان البصر"، وحذّرت بشدة من الخضوع لمثل هذه العمليات غير المعترف بها طبيًا. كما أوضحت أن هذه الزرعات لم تحصل حتى الآن على أي موافقة تنظيمية من الجهات الصحية، ولم تُقيَّم ضمن تجارب سريرية موثوقة، ولم تُعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

 

العيون هي نعمة لا تُقدّر بثمن، والتلاعب بمكوناتها الطبيعية من أجل التجميل فقط قد يكون ثمنه غاليًا جدًا. من الضروري التوعية بمخاطر هذه الجراحات التي لم تُثبت سلامتها حتى الآن، وتشجيع الشباب على تقبل جمالهم الطبيعي دون المخاطرة بأغلى ما يملكون: البصر.

 

تم نسخ الرابط