وفاء شلبي: العلاقة بين المريض والمعالج يجب أن تظل مهنية ومتزنة

أكدت الدكتورة وفاء شلبي، المعالجة النفسية، أن العلاقة بين المعالج والمريض النفسي يجب أن تظل مهنية ومتزنة، محذّرة من الانزلاق في علاقات عاطفية أو سلطوية غير صحية قد تؤثر سلبًا على فعالية العلاج.

وفي حوارها خلال برنامج "الستات" المعروض على قناة النهار الفضائية، أوضحت وفاء شلبي أن خروج العلاقة بين المريض النفسي والمعالج عن إطارها المهني يُعد خللًا واضحًا في العملية العلاجية، قائلة: "لو المريض شعر أن المعالج بيتعامل معاه كأنه ابنه أو بيلعب دور الأم أو الأخت، فده مؤشر على اختلال التوازن العلاجي، ووقتها المريض من حقه يرفض الاستمرار".

العلاقة بين المريض والمعالج

وشدّدت وفاء شلبي على أن المعالج النفسي يجب أن يكون مدركًا لحضوره الشخصي داخل الجلسة العلاجية لـ المريض النفسي، وأن يفرّق بين ذاته كطبيب ودوره كمعالج، قائلة: "في كل جلسة علاج نفسي، لازم أعرف أنا داخل بدور مين؟ المعالج، ولا الأب، ولا شخص بيفرض سلطة؟".

وأضافت: "الخلط بين هذه الأدوار بيأثر على المريض بالسلب، ويشوّه التفاعل العلاجي، لذلك على كل معالج أن يسأل نفسه دائمًا: هل أتحدث من موقعي المهني؟ أم من ذاتي الشخصية المتأثرة بمعتقداتي وخبراتي؟".

بعض المعالجين بحاجة 

في خطوة جريئة ولافتة، أكدت المعالجة النفسية أن بعض المتخصصين في العلاج النفسي أنفسهم بحاجة إلى علاج قبل العمل مع المرضى. وقالت: "مافيش حاجة غريبة أو شاذة في إن المعالج يتعالج.. بالعكس، ده الطبيعي. المعالج لازم يتطهر نفسيًا من مشكلاته الداخلية علشان يقدر يساعد غيره".

واعتبرت أن رفض المعالج لفكرة العلاج الذاتي يعكس قصورًا في الفهم المهني، مضيفة: "المشكلة مش دايمًا في المريض.. أحيانًا بتكون عند المعالج، واللي مش قادر يشوف نفسه بوضوح، صعب جدًا يساعد حد تاني يشوف نفسه".

الحفاظ على الحدود النفسية 

وأشارت شلبي إلى أن نجاح أي خطة علاج نفسي يرتبط بوجود حدود واضحة وصحية بين الطرفين، مشددة على أن العلاقة العلاجية الناجحة "لا تقوم على التبعية أو التسلط، بل على الاحترام المتبادل، والاعتراف بإنسانية المريض، دون تقليل أو تمجيد".

وأضافت: "المريض محتاج يسمع صوت نفسه، مش صوت المعالج، واللي بيفرض سلطته داخل الجلسة بيحولها من مساحة شفاء إلى مساحة قمع نفسي".

الدعوة لمراجعة الذات المهنية 

واختتمت حديثها بدعوة جميع العاملين في مجال الصحة النفسية إلى إجراء مراجعة دورية لذواتهم وممارساتهم، وشددت: "المعالج الناجح هو اللي بيشتغل على نفسه أول بأول، وبيتأكد إن دوافعه في الجلسة نابعة من مهنية صادقة، مش من احتياجات نفسية شخصية غير مشبعة".