الذكاء الاصطناعي والعلاج النفسي.. هل يحل الروبوت محل الطبيب (فيديو)

أشار دكتور كريم درويش، استشاري الصحة النفسية ، انه في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من العديد من المجالات، بما في ذلك الصحة النفسية، ولكن كيف يمكن لهذه التقنية أن تدعم العلاج النفسي؟ وما هي حدودها؟
واكد الدكتور كريم درويش، في مداخلة هاتفية “ لقناة القاهرة الاخبارية ” أن الذكاء الاصطناعي رغم فوائده يظل عاجزًا عن استبدال العنصر البشري في العلاج، مشددًا على أن هذه الوظائف تبقى محدودة مقارنة بالحاجة إلى التفاعل الإنساني، الذي يُعد أساسيًا في العلاج.
الذكاء الاصطناعي كأداة توعوية
و أوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تقديم معلومات دقيقة عن الأمراض النفسية، مثل أعراض القلق والاكتئاب، مما يساعد في التوعية والوقاية، كما يمكنه توجيه المستخدمين حول متى يجب طلب المساعدة المتخصصة، كأن يحدد العلامات التي تستدعي زيارة الطبيب.
و أشار درويش إلى أن الذكاء الاصطناعي يعجز عن فهم السياق الشخصي للمريض، مثل تاريخه العاطفي أو تفاصيل علاقاته، على عكس المعالج البشري، الذي يستطيع تفسير المشاعر بدقة من خلال نبرة الصوت أو لغة الجسد، مضيفًا "المريض يحتاج إلى شعور بأنه مُستمع إليه ومقبول، وهذا ما لا تستطيع الآلة تقديمه بشكل حقيقي".
التحديات الأخلاقية والخصوصية
و نوه أن بعض البرامج مثل "تيرابوت" لها نتائج إيجابية في علاج حالات بسيطة من القلق أو الاكتئاب، كما ذكر لكنه حذر من الاعتماد الكلي عليها، خاصة في الحالات الشديدة مثل الفصام أو الاضطرابات ثنائية القطب، التي تتطلب تدخلًا بشريًا متخصصًا لضمان التشخيص الدقيق والمتابعة المستمرة.
و تابع : هناك مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، حيث يتعامل الذكاء الاصطناعي مع معلومات حساسة عن المرضى، مشيرًا أن الثقة بين المريض والمعالج البشري لا تُستبدل بضمانات تقنية، قائلًا: العلاج النفسي مبني على أسرار يخشى المريض إفشاءها، وهو ما يحتاج إلى ضمير إنساني لحمايته.
واختتم درويش حديثه بالتشديد على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم كأداة مساعدة وليس بديلًا، مقترحًا أن يُوظف في المتابعة بين الجلسات أو تقديم تمارين علاجية، محذر من إهمال الدور البشري قد يُفاقم مشاعر العزلة لدى المرضى، فالشفاء يبدأ عندما يشعر المريض أنه أمام إنسان يفهمه، لا مجرد شاشة تقدم إجابات جاهزة.