عاجل

يسري جبر: عيادة المريض ليست فرضًا ولابد أن تكون خفيفة وقصيرة

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

في ظل ما يعيشه بعض الأشخاص من ابتلائهم ببعض الأمراض ، تبرز قيمة عيادة المريض كإحدى صور التكافل الإنساني والسلوك النبيل الذي حث عليه الإسلام، واعتبره من حقوق المسلم على أخيه المسلم.
فعيادة المريض ليست مجرد زيارة تقليدية، بل هي سُنة نبوية ذات أبعاد روحية وأخلاقية، تهدف إلى إدخال السرور على قلب المريض، وتخفيف آلامه، وتعزيز الأمل في نفسه، وهو ما نراه جليًا في هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وقال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن عيادة المريض سنة مستحبة بإجماع المسلمين، وليست فرضًا، وذلك من رحمة الله بعباده، لأن إلزام الناس جميعًا بزيارة كل مريض كان سيؤدي إلى إرهاق المريض بكثرة الزوار.

وأضاف الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن من فقه عيادة المريض أن تكون الزيارة خفيفة وقصيرة، فلا تُطيل الجلوس عنده، ولا تأتي في أوقات غير مناسبة، وأن تتوجه له بالدعاء، وتُبشّره بالشفاء والخير، فوجودك بجانبه ينبغي أن يكون رحمة لا عبئًا.

وتابع: "ما ينفعش تزور مريض وتفضل تقوله إن كل اللي جالهم المرض ده ماتوا، أو تنقل له طاقة سلبية، ما تبقاش كئيب! وجودك لازم يكون نور وتفاؤل ومحبة، زي ما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم".

وأكد أن المريض أحيانًا يكون محتاج للراحة، أو قضاء حاجاته، أو تناول طعامه في خصوصية، لذلك يجب أن يكون الزائر على وعي وخلق، لا يثقل على المريض، ولا يحرجه أو يزعجه.

وأضاف : "عيادة المريض مش بس زيارة، دي سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلينا نحييها بالرحمة، والأدب، والتفاؤل، مش بالنكد والطاقة السلبية".

وقد وضع الإسلام آدابًا دقيقة ومؤثرة لزيارة المريض، تجعل من الزيارة بلسما حقيقيا لا عبئًا إضافيًا، تؤكد فيها الشريعة على أن المقصود من العيادة هو إدخال السرور، والدعاء، والتفاؤل، لا الإزعاج ولا نقل المشاعر السلبية.

من أهم آداب زيارة المريض:

1. اختيار الوقت المناسب:
من أهم الأدب ألا تُزار المريض في وقت راحته أو علاجه أو حين يكون بحاجة للهدوء. مراعاة الظرف الصحي أمر أساسي في تحقيق هدف الزيارة.
2. تقصير وقت الزيارة:
لا يُستحب الإطالة، فالمريض يحتاج إلى الراحة. وقد ورد أن النبي ﷺ كان يزور المرضى فيخفف عنهم بكلمات قليلة محملة بالرحمة والدعاء.
3. الكلمة الطيبة والدعاء بالشفاء:
من فقه الزيارة أن تقول للمريض: “لا بأس، طهور إن شاء الله”، كما في الحديث الشريف. الابتعاد عن بث الخوف أو الحزن من واجبات الزائر.
4. عدم ذكر تجارب سلبية:
لا يصح أن ينقل الزائر للمريض قصصًا عن معاناة مرضى آخرين، أو الوفيات، فهذا منهيّ عنه لما فيه من كسر نفس المريض وتثبيط عزيمته.
5. الجلوس بأدب وعدم التطفل:
لا ينبغي التدخل في تفاصيل العلاج أو طرح أسئلة محرجة، بل الاحترام والستر هما الأصل في الحديث والموقف.
6. التفاؤل وبث الأمل:
واجب الزائر أن يكون نورًا في الغرفة، يحمل الأمل والتفاؤل، ويُذكّر المريض برحمة الله لا بعقابه، ويشعره بأنه محبوب ومهم.
7. الدعاء عند المغادرة:
من السنن أن يدعو الزائر للمريض في آخر زيارته، فقد قال النبي ﷺ:
“أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك” – يقال سبع مرات، فيشفى المريض بإذن الله

تم نسخ الرابط