عاجل

هل خواطر النفس أثناء الصلاة تبطلها؟.. أزهري يجيب (فيديو)

الصلاة
الصلاة

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن مجيء بعض الخواطر إلى ذهن الإنسان أثناء الصلاة لا يؤثر على صحتها ولا على كمالها، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه تذكّر أمرًا دنيويًا وهو في الصلاة، وهذا يدل على أن من تذكّر شيئًا كان قد نسيه أثناء الصلاة فلا حرج عليه.

خواطر ربانية

وأضاف الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت: "الإنسان بطبيعته تمر عليه خواطر كثيرة، وهي على أربعة أنواع: خواطر ربانية تأتي من الله تعالى لحثّ العبد على طاعة معينة، وخواطر مَلَكية من الملائكة تدفعه لفعل الخير بوجه عام، وخواطر نَفْسية شهوانية تتعلق برغبات النفس كحب المال أو الطعام أو غيرها من شهوات الدنيا، وأخيرًا خواطر شيطانية تدعوه إلى المخالفة والمعصية".

وأوضح أن الأنبياء معصومون من الخواطر الشيطانية والشهوانية لكمال حالهم ورفعة مقامهم، أما غيرهم من البشر، فمن الطبيعي أن ترد عليهم هذه الخواطر حتى أثناء الصلاة، مضيفًا: "فإذا جاءك خاطر من نوع مَلَكي – كما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم – وذكّرك بفعل خير أو صدقة، فالأولى أن تحفظ هذا الخاطر، وتسرع بتنفيذه بعد الانتهاء من الصلاة، كما فعل النبي الكريم".

وأكد الدكتور يسري جبر، أن "الخطر ليس في ورود الخواطر، بل في الاستسلام لها، والحرص كل الحرص أن نستثمر الخواطر الملكية والربانية التي تحثنا على الخير، دون أن نسمح للخواطر النفسية أو الشيطانية أن تفسد علينا عباداتنا".

وفي سياق متصل، الصلاة تُعد من أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلة الروحية المباشرة بين العبد وربه، ووسيلة للتقرب إلى الله تعالى. فرضها الله على المسلمين خمس مرات يوميًا، لما فيها من تهذيب للنفس وتطهير للقلب وتذكير دائم بالله. الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر، وتُعزز الانضباط والاتزان في حياة المسلم، إذ تنظم وقته وتجعله يشعر بالسكينة والطمأنينة.

الصلاة ليست مجرد أداء حركات وأقوال، بل هي عبادة خاشعة تستدعي حضور القلب وتدبر المعاني، وتنعكس آثارها الإيجابية على سلوك المسلم، فتحفّزه على التحلي بالأخلاق الحميدة، وتبعده عن الذنوب والمعاصي. كما تُعد الصلاة فرصة يومية لتجديد العهد مع الله وطلب المغفرة والرحمة.

من الناحية الاجتماعية، تسهم الصلاة الجماعية في تقوية روابط الأخوة بين المسلمين، وتُعزز روح الوحدة والتعاون، خصوصًا في صلاة الجماعة بالمساجد. أما على المستوى النفسي، فهي تساعد في تقليل التوتر والقلق، وتمنح المسلم شعورًا بالراحة والرضا.

في النهاية، الصلاة ليست فقط فريضة واجبة، بل هي نعمة عظيمة وركيزة أساسية في حياة المسلم، تُربّي النفس وتُقرّب العبد من خالقه وتجعله يعيش حياة متوازنة مليئة بالإيمان والسكينة.

تم نسخ الرابط