عاجل

التائهون في الأرض .. سكان قطاع غزة حائرون بين العالم

الفلسطينيين في غزة
الفلسطينيين في غزة

77 عامًا من المناضلة والمقاومة لأهالي غزة ضد مخطط التهجير، متشبثين بأراضيهم رغم الحروب والصراعات التي لا تنتهي، ليأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية ويضع تهجير الفلسطينيين أولوية قصوى، مرة يُخطط بنقلهم إلى الأردن أو دول أفريقية، وأخرى يحلم بموافقة مصر على استضافتهم.

لم يكتف الاحتلال بالحروب والدمار والقتل والاعتقال، وتفريق العائلات بين دول العالم باحثين عن مكان آمن للعيش والدراسة، بل يواصل محاولاته نحو تهجير أهالي غزة من القطاع، وما بين المخططات الأمريكية والإسرائيلية والأحلام الترامبية؛ تاه الفلسطينيون في الأرض، لا يعلمون مصيرهم، وإلى أين سيذهبون غدًا بعد التصريحات المتتالية عن نقلهم إلى دول أخرى؟.

حلم تهجير الفلسطينيين إلى مصر

تهجير الفلسطينيين إلى مصر، واحدًا من الأحلام التي يتمنى ترامب بتحقيقها على أرض الواقع، إلا أنه دائمًا ما يصطدم بالرفض القاطع من القيادة السياسية المصرية، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي رفضه لخروج أهالي غزة من أراضيهم، مطالبًا بحقهم في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وتلعب مصر مع قطر دورًا كبيرًا في الوساطة لوقف لإطلاق النار على قطاع غزة في الحرب الأخيرة، ولا تتوقف عن دورها المحوري في إدخال المساعدات الإنسانية إلى فلسطين من خلال معبر رفح، كما لوحت بإلغاء اتفاقيات السلام، تأكيدًا على موقفها التاريخي الثابت من القضية الفلسطينية وعدم التخلي عنها.

وألغى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته إلى أمريكا التي كان مقررًا لها فبراير الماضي، لرفضه حضور أي محادثات في البيت الأبيض إذا كان ضمن جدول الأعمال ملف تهجير الفلسطينيين، كما وضعت مصر خطة لإعادة إعمار غزة دون إجبار أهالي غزة على الخروج من أراضيهم.

الأردن تؤكد رفض التهجير

محاولات ترامب لتهجير الفلسطينيين لا تتوقف، وحاول استغلال تواجد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض، شهر فبراير الماضي، والضغط عليه لاستقبال أهالي غزة، ولكنه جدد رفضه التام لهذا المخطط، وأكد أن هذا الموقف العربي الموحد، ويشمل إعادة إعمار غزة دون تهجير، والعمل على معالجة الأوضاع الإنسانية المزرية.

وبعد الاجتماع مع ترامب، أكد الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي على وحدة الموقف المصري الأردني بشأن التهجير، وأكدا على حقوق الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة كاملة، وشددا على ضرورة وقف إطلاق النار ومضاعفة المساعدات الإنسانية.

مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى دول أفريقية

وعقب فشل أحلام ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، اتجهت الأنظار إلى أكثر من دولة أفريقية، وبدأ المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين في التواصل مع السودان، الصومال ومنطقة الصومال الانفصالية المعروفة باسم أرض الصومال، بجانب المغرب، لمناقشة إمكانية انتقال الفلسطينيين من غزة إلى أراضيهم، ولكن لاقى المقترح رفضًا نهائيًا من جميع المسؤولين.

محاولات لتهجير أهالي غزة إلى إندونيسيا وألبانيا

وقبل تنصيبه رئيسًا لأمريكا، وضع ترامب إندونيسيا ضمن مخططاته لاستضافة مليون فلسطيني، وذلك في يناير الماضي، إلا أن الوضع تغير بعد زيارة الرئيس الإندونيسي برابو سوبيانتو إلى مصر، شهر أبريل الماضي، وشدد على رفضه لتهجير الفلسطينيين بعد أيام من إبداءه استعداد بلاده لاستقبالهم بشكل مؤقت، لتؤكد مصر أنها الحصن الآمن للفلسطينيين والعرب.

واستقبل الرئيس السيسي، نظيره الإندونيسي، وبحثا الأوضاع في الشرق الأوسط، وجهود مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأكدت الرئاسة في بيان رسمي آنذاك أن اللقاء شهد التأكيد على ضرورة البدء في عملية إعادة الإعمار دون تهجير لأهالي القطاع، والعمل على الوصول إلى حل شامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية.

وفي ظل الصمود المصري والعربي لرفض مخطط التهجير، خطط ترامب لنقل 100 ألف فلسطينيًا إلى ألبانيا، باعتبارها من الدول الفقيرة في أوروبا، وتحتاج لعمالة، ما يسهل من مهمته في تقديم حوافز لهم وإغرائها للموافقة، إلا أن ألبانيا نفت الدخول في محادثات في هذا الشأن.

ليبيا أمل ترامب

رغم الرفض الدائم الذي تلقاه أمريكا وإسرائيل في هذا الشأن، إلا أن ترامب لم ييأس ولازال يبحث للفلسطينيين عن مكان في الأرض يسعهم، ويُخطط نقل مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا مقابل مليارات الدولارات التي جمدتها أمريكا منذ عقود، وأكدت تقارير أن الإدارة تُناقش هذا الأمر حاليًا مع القيادة الليبية.

ولا تزال التفاصيل غامضة في هذا الشأن، ولم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن، ولكن من المتوقع أن تواجه خطة نقل أهالي غزة إلى ليبيا عقبات كبرى.

ترامب يحلم بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"

وتأتي هذه المحاولات من ترامب أملًا في تنفيذ حلمه بتحويل غزة إلى منطقة حرة تحت السيطرة الأمريكية، وإعادة بنائها مرة أخرى فيما أطلق عليه "ريفييرا الشرق الأوسط"، لذلك يؤكد أنه لتحقيق هدفه عليه أن يُعيد توطين الفلسطينيين في مكان آخر بشكل دائم، ليستمر أهل غزة تائهون في الأرض ومجبرون على الحرب للحفاظ على حقوقهم.

تم نسخ الرابط