خبير أمني: تهجير الفلسطينيين قسرا أولوية قصوى لإسرائيل

قال اللواء أحمد عيسى، الخبير في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي والفلسطيني، إن قضية تهجير الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة تُشكل أولوية قصوى لإسرائيل، بغض النظر عن من يتولى الحكم، سواء كان بنيامين نتنياهو أو غيره، مؤكدًا أن التهديد الديموغرافي الفلسطيني يُعتبر خطرًا وجوديًا على الدولة العبرية، و أن عدد الفلسطينيين بين النهر والبحر بات يفوق عدد المستوطنين اليهود بنحو 400 ألف نسمة، مع توقعات بزيادة الفارق إلى مليون و400 ألف بحلول عام 2035.
الخطر الأكبر لإسرائيل
وأوضح عيسى في مداخلة هاتفية لقناة "النيل للأخبار" أن إسرائيل تُعاني من أزمة ديموغرافية حادة، حيث أن الفلسطينيين يشكلون أغلبية سكانية في المنطقة الممتدة من النهر إلى البحر، رغم عمليات التهجير القسري التي تعرضوا لها منذ النكبة عام 1948، مشيرًا إلى أن التاريخ الاستعماري يُثبت أن أي استعمار استيطاني يفشل إذا تجاوز عدد السكان الأصليين عدد المستوطنين، كما حدث في جنوب إفريقيا وموزمبيق، بينما نجحت المشاريع الاستعمارية في دول مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا بسبب تفوق عدد المستوطنين على السكان الأصليين.
مقاومة مسلحة وتهجير قسري
و =أكد الخبير الأمني أن قطاع غزة يحظى بأولوية في مخطط التهجير الإسرائيلي بسبب تطور المقاومة المسلحة فيه، خاصة بعد هجوم 7 أكتوبر الذي كشف هشاشة الأمن الإسرائيلي، وقال: "ما حدث في السابع من أكتوبر أظهر أن المقاومة الفلسطينية قادرة على تهديد الإسرائيليين في أماكن نومهم، وليس فقط في الشوارع أو المواصلات العامة".
وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى "غزة بدون حماس، بدون سلاح، بدون أنفاق، وبدون سكان"، معتبرًا أن هذا هو التعريف الإسرائيلي للنصر المطلق، كما لفت إلى أن أي هدنة ستكون مؤقتة، تليها عمليات عسكرية إسرائيلية جديدة، مستشهدًا بتصريحات نتنياهو التي تؤكد أن التهجير لا يزال خيارًا مطروحًا، رغم عدم وجود دول مستعدة لاستقبال الفلسطينيين.
الموقف المصري
وأكد عيسى أن الموقف المصري الرافض للتهجير القسري يشكل عائقًا رئيسيًا أمام المخطط الإسرائيلي، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصف التهجير بـ"الخط الأحمر"، مضيفًا: إسرائيل لن تجد دولة في العالم تقبل بتهجير الفلسطينيين، سواء عربية أو غير عربية".
وعلق الخبير الأمني على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن الفلسطينيين في غزة يستحقون مستقبلًا أفضل"، معتبرًا ذلك تحولًا كبيرًا في خطابه مقارنة بتصريحاته السابقة التي وعد فيها الفلسطينيين بـ"الجحيم"، تابع ، هذا التغيير إلى ضغوط الدول العربية، خاصة السعودية لتي قد تلعب دورًا في تعديل المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية.
واختتم عيسى حديثه بالتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي لن يتمكن من كسر إرادة الفلسطينيين، قائلًا: "طالما هناك احتلال، ستكون هناك مقاومة"، مضيفًا أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع هو إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، مشيرًا إلى أن محاولات إسرائيل لـ"حسم وجودها" عبر التهجير والقوة العسكرية هي “وهم لن يتحقق”.