عاجل

وداعا دبلوماسية المبادئ

«رقصات وتريليونات».. 5 أشياء نتعلمها من جولة ترامب للشرق الأوسط

جولة ترامب في الشرق
جولة ترامب في الشرق الأوسط

أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة استمرت أربعة أيام في الشرق الأوسط، زار خلالها السعودية وقطر والإمارات اليوم الجمعة. 

وكانت الزيارة التي جمعت بين الجدية الدبلوماسية واللمسات المسرحية المألوفة لأسلوبه، عبارة عن مزيجًا فريدًا من الصفقات الضخمة، التحولات السياسية الجذرية، والمواقف الطريفة التي أشعلت وسائل الإعلام.

جولة ترامب في الشرق الأوسط

وحملت الجولة في طياتها رسائل واضحة: الولايات المتحدة عادت إلى المنطقة بثقل اقتصادي وصفقات استراتيجية، ولكن بروح جديدة لا تشبه سابقاتها. 

ففي وقتٍ تتصاعد فيه المنافسة مع الصين وتتبدل خارطة التحالفات الإقليمية، بدا ترامب وكأنه يقدم نسخة محدثة من النفوذ الأمريكي، قائمة على "دبلوماسية الصفقات" بدلًا من "دبلوماسية المبادئ".

اقرأ أيضا: رسالة مشفرة لاغتيال ترامب.. البيت الأبيض يحقق مع مدير الـ FBI السابق

<span style=
جولة ترامب في الشرق الأوسط

الاتفاقيات التجارية والدفاعية

واحدة من أكثر النتائج لفتًا للأنظار كانت سلسلة الاتفاقيات التجارية والدفاعية التي بلغت قيمتها أكثر من تريليوني دولار.

السعودية وحدها وعدت بضخ 600 مليار دولار، من ضمنها 142 مليارًا لشراء أسلحة، و20 مليارًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي والطاقة بالتعاون مع شركات أمريكية مثل Google وNVIDIA وAMD.

أما قطر، فقد أبهرت الجميع بإجمالي صفقات يفوق 243 مليار دولار، شملت صفقة طائرات بوينغ بـ96 مليارًا، و42 مليارًا لشراء أسلحة أمريكية.

والإمارات لم تكن أقل حماسًا، فأبرمت اتفاقيات بأكثر من 200 مليار دولار، من ضمنها صفقة مع الاتحاد للطيران وافتتاح مركز بيانات ضخم للذكاء الاصطناعي في أبوظبي.

ترامب لم يخفِ ابتسامته العريضة في مؤتمراته الصحفية، وكأن الأرقام الفلكية هذه كانت بمثابة أوسمة على صدره.

اقرأ أيضا: صفقات تاريخية تفتح آفاقًا جديدة للتعاون .. الرياض تستقطب التكنولوجيا الأمريكية

المصالحة مع دمشق

في خطوة فاجأت الجميع، أعلن ترامب رفع العقوبات عن سوريا، بل والتقى بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، في تحول مفاجئ عن السياسة الأمريكية السابقة. بدا وكأن ترامب يعيد ترتيب أوراق الصراع السوري من زاوية جديدة، تركز على "البراغماتية والاستقرار"، لا على الشعارات.

كما عبر عن تفاؤله الحذر بشأن المحادثات مع إيران، رغم عدم توقيع اتفاق بعد. كل ذلك ترافق مع غياب واضح لإسرائيل عن جدول زيارته، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى انفتاح الإدارة على مقاربات جديدة، قد تزعج تل أبيب ولكن ترضي أطرافًا أخرى في المنطقة.

اللافت أيضًا هو اقتراح ترامب الغريب بجعل غزة "منطقة حرية" تحت إشراف أمريكي – فكرة أثارت العجب والجدل معًا، وأشعلت المخاوف بشأن السيادة الفلسطينية.

اقرأ أيضا: 45 مليون دولار و25 دبابة .. تكاليف العرض العسكرى لعيد ميلاد ترامب

<span style=
جولة ترامب في الشرق الأوسط

ترامب يُجيد الرقص بالسيف والقبضة والقدم!

أما المشاهد غير الدبلوماسية فقد كانت حاضرة بقوة، ومن الطراز الترامبي المعروف: ففي السعودية، شارك في رقصة العرضة بالسيف، وارتدى الغترة والثوب، وظهر وكأنه يستمتع بحصته من التقاليد.

وفي قطر، جلس في مجلس، تناول التمر والقهوة، ورقص مع الجنود في قاعدة العديد على أنغام "بارك الله في أمريكا"، بحركات قبضات يديه وأقدامه.

أما في الإمارات، تجول في جامع الشيخ زايد، وأثنى على "ثقافة الإسلام الرائعة"، ثم كرّمه ولي عهد أبوظبي بوسام زايد – أرفع وسام مدني في الدولة.

ولا ننسى لحظة استقباله بشاحنة ماكدونالدز ذات طابقين أمام الديوان الملكي السعودي، ومرافقة موكبه بسيارات سايبرترك حمراء وجمال مزينة في قطر – مشاهد بدت وكأنها مقتطفات من مهرجان سينمائي، لا جولة رئاسية!

اقرأ أيضا: الإمارات تُهدي دونالد ترامب صندوق يحتوي على «قطرة نفط واحدة»

<span style=
جولة ترامب في الشرق الأوسط

ما بعد العرض المرحلة التالية

الجولة، رغم طرافتها الظاهرة، أسست لمرحلة أكثر تعقيدًا في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. ستُطرح خطة غزة على طاولة القمم المقبلة، بينما تستمر اللقاءات السرية مع طهران. حلفاء واشنطن وخصومها سيراقبون عن كثب إن كان هذا التوجه الترامبي سينتج نظامًا إقليميًا جديدًا، أم مجرد ضوضاء إعلامية مؤقتة.

في كل الأحوال، جولة ترامب هذه لم تكن تقليدية بأي معيار. فقد مزج فيها بين الترفيه والصفقات والدبلوماسية، ليترك وراءه سؤالًا لا يزال مفتوحًا: هل شاهدنا جولة رئاسية، أم عرضًا عالميًا من إنتاج "ترامب وشركاه"؟

تم نسخ الرابط