عبر مواقع التواصل الاجتماعي
حكم تأخير قضاء أيام الصيام الفائتة حتى دخول رمضان؟ الأزهر للفتوى يجيب

نشر مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فتوى توضح فيها حكم تأخير قضاء صيام أيام رمضان حتى دخول رمضان التالي، وذلك ردًا على سؤال ورد من إحدى السيدات: "أفطرت أيامًا في رمضان الماضي ولم أقضها حتى الآن، ماذا أفعل إن دخل عليَّ رمضان ولم أصمها؟".
وجوب قضاء ما فات من صيام رمضان
أوضح مركز الأزهر للفتوى أن من أفطر في رمضان لعذر شرعي، كمرض أو سفر أو حيض، فعليه قضاء الأيام التي أفطرها متى تمكن من ذلك قبل حلول رمضان التالي. واستشهد المركز بقول الله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].
وأوضح المركز أن المرأة إذا أفطرت بسبب الحيض أو النفاس، فإنها مطالبة بقضاء هذه الأيام بعد انتهاء رمضان وفي أي وقت يصح فيه الصيام قبل حلول رمضان التالي. واستند في ذلك إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ» [متفق عليه].
تأخير القضاء لعذر أو بغير عذر
أشار الأزهر للفتوى الإلكترونية إلى أن تأخير قضاء الصيام حتى دخول رمضان التالي يُقسم إلى حالتين:
إذا كان التأخير لعذر شرعي مثل الحمل أو الرضاعة أو المرض، فلا إثم عليها، ويجب عليها قضاء ما فاتها متى زال العذر.
إذا كان التأخير بغير عذر، فيجب عليها قضاء ما فاتها اتفاقًا. وبيَّن المركز أن هناك خلافًا فقهيًا حول وجوب إطعام مسكين عن كل يوم تأخر قضاؤه، لكن الرأي الذي عليه الفتوى هو أن القضاء وحده يكفي دون الحاجة إلى الكفارة.
أهمية المسارعة في قضاء الصيام
أكد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية على أهمية المسارعة في قضاء ما فات من أيام رمضان، مشددًا على أن قضاء الصيام واجب على كل من أفطر بعذر أو بغير عذر، متى استطاع ذلك. ونصح المركز النساء خاصةً بعدم التهاون في هذا الواجب الشرعي، والحرص على إبراء الذمة ووفاء حق الله تعالى.
التزام مركز الأزهر العالمي للفتوى بالتوعية الدينية
تأتي هذه الفتوى في إطار جهود مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية لنشر الوعي الديني الصحيح عبر منصات التواصل الاجتماعي. ويواصل المركز تقديم الإجابات الشرعية الدقيقة على الأسئلة التي تشغل أذهان المسلمين، خاصةً في الأمور المتعلقة بشهر رمضان المبارك وأحكامه.
وفي ختام الفتوى، دعا مركز الأزهر للفتوى جميع المسلمين إلى التمسك بأحكام الدين الحنيف، والاستعداد لشهر رمضان بالإقبال على الطاعات وإبراء الذمة من الحقوق الشرعية.