في ذكرى افتتاح شارع المعز.. أيقونة إسلامية ومتحف يجسد روعة التاريخ المصري

يعد شارع المعز لدين الله واحدًا من أبرز الشوارع التراثية في مصر والعالم الإسلامي، حيث تروي شواهده الأثرية قصة تمتد لأكثر من ألف عام، جامعًا بين عبق الماضي وجمال الحاضر.
ومنذ إعادة افتتاحه بعد عمليات الترميم في 22 فبراير 2008، الموافق 22 شعبان، تحول شارع المعز إلى وجهة سياحية وثقافية بارزة تعكس روعة العمارة الإسلامية على مدار العصور المختلفة.
شارع المعز.. معلم تاريخي مدرج على قائمة التراث العالمي
تأسس شارع المعز في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (953-975م) كجزء من تخطيط القاهرة الفاطمية، وظل يحمل أسماء مختلفة عبر العصور، حيث أُطلق عليه قديمًا "الشارع الأعظم" و"قصبة القاهرة الكبرى"، حتى استقر اسمه على "شارع المعز لدين الله" عام 1937 تكريمًا له كمنشئ للعاصمة المصرية.

وفي عام 1979، تم إدراج الشارع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونيسكو، لما يحتويه من آثار تعود لمختلف العصور الإسلامية، بدءًا من الدولة الفاطمية مرورًا بالأيوبية والمملوكية والعثمانية، وصولًا إلى عصر أسرة محمد علي.
إعادة ترميم وتطوير شارع المعز
شهد شارع المعز مشروع ترميم واسع النطاق كان جزءًا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لحماية آثار القاهرة التاريخية من التدهور والتعديات، خاصة بعد الأضرار التي لحقت بالعديد من المباني الأثرية نتيجة زلزال 1992، حيث تم تقسيم أعمال الترميم إلى أربع مراحل شملت 143 أثرًا مسجلًا، وتضمنت المرحلة الأولى، ترميم مجموعة الغوري، ومسجد السلطان المؤيد شيخ، والسور الشمالي، وباب الفتوح.

بينما شملت المرحلة الثانية، مدرسة وقبة نجم الدين أيوب، وسبيل كتاب خسرو باشا، ومدرسة الظاهر بيبرس، وقصر بشتاك، وحمام إينال.
وشهدت المرحلة الثالثة والرابعة، ترميم جامع السلطان الكامل، ومسجد السلطان برقوق، ومدرسة الناصر قلاوون، ومسجد الأشرف بارسباي، إضافة إلى تحسين البنية التحتية وتجديد الممرات التاريخية.
شارع المعز وجهة سياحية وثقافية
يمتد شارع المعز من باب الفتوح شمالًا، مرورًا بمناطق النحاسين وخان الخليلي والصاغة، ثم يعبر شارع الأزهر إلى منطقة الغورية والفحامين، وينتهي عند باب زويلة جنوبًا.

وإلى جانب طرازه المعماري الفريد، يشتهر شارع المعز باستضافة العديد من الفعاليات الثقافية، مثل العروض الموسيقية التقليدية، والأسواق الحرفية التي تعكس التراث المصري الأصيل.
كما تحظى المنطقة بإقبال واسع من الزوار خلال المناسبات الدينية، خاصة مع حلول شهر رمضان، حيث تكتسي أجواء الشارع بلمسات روحانية مميزة وسط أسواق تعج بالمارة والمحلات التراثية والمقاهي السياحية.
شارع المعز.. أكبر متحف مفتوح للعمارة الإسلامية
يضم شارع المعز مجموعة من أروع الآثار الإسلامية، التي تعكس تطور العمارة من العصر الفاطمي حتى العصر الحديث، مثل "جامع السلطان برقوق ، مدرسة وقبة الناصر قلاوون، مسجد المؤيد شيخ، قصر بشتاك، سبيل محمد علي"
كما يشتهر شارع المعز بالأسواق ومحلات الحرف اليدوية التقليدية التي تصطف على جانبي الشارع، مما يضفي عليه سحرًا فريدًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ليظل شارع المعز شاهدًا حيًا على روعة الحضارة الإسلامية ومصدر فخر لكل محبي التاريخ والتراث.