متى يبدأ دعاء "لبيك اللهم لبيك" ومتى ينتهي أثناء مناسك الحج؟

مع اقتراب موسم الحج لعام 1446 هـ، يشهد محرك البحث إقبالاً كبير على البحث عن دعاء الحج الشهير "لبيك اللهم لبيك"، الذي يعد من أبرز الأدعية التي يرددها الحجاج أثناء أداء مناسك الحج.
هذا الدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو إعلان توحيد وذكر لله، يحمل في طياته معانٍ روحية عميقة تسكن القلوب وتُشعر النفوس بالخضوع والانكسار لله عز وجل.
ما هو دعاء الحج "لبيك اللهم لبيك"؟
دعاء الحج المعروف بالتلبية يبدأ به الحاج مسيرته الروحية من لحظة الإحرام وحتى انتهاء بعض مناسك الحج، وهو القول الذي شرعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم للحجاج كنوع من التذكير الدائم بالله والتأكيد على إخلاص النية، وهو كالتالي:
"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
بداية التلبية وأهميتها في الحج
يبدأ الحاج بالتلبية فور دخوله في الإحرام، حيث ينوي أداء الحج أو العمرة أو كليهما، ويقول بنية صادقة "لبيك حجاً" أو "لبيك عمرةً" أو "لبيك عمرة وحجاً"، بعدها يرفع صوته بالتلبية التي تستمر مع الحاج طوال مسيرته في أداء المناسك، حتى يصل إلى نهاية الطواف أو رمي جمرة العقبة حسب نوع المَنَسك.
وحسب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن التلبية تعبر عن امتثال أمر الله والرد على نداءه، وتكرارها دليل على استحضار حضور القلب والروح في هذه الرحلة المقدسة.
المعنى الروحي لدعاء "لبيك اللهم لبيك"
تفسير دعاء "لبيك اللهم لبيك" جاء في روايات الصحابة الكرام كعبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، الذين وصفوا التلبية بأنها إعلان خالص لله وحده، وإقرار بأن لا شريك له في الملك والعبادة.
قال ابن المنير في شرحها: "في مشروعية التلبية تنبيه على إكرام الله تعالى لعباده بأن وفودهم على بيته إنما كان باستدعاء منه سبحانه وتعالى".
هذا النص يعكس جوهر التوحيد الذي هو أساس الحج، حيث ينادي الحاج ربه بأنه حاضر مستجيب لأمره ومستجيب لندائه.
فضل التلبية وفضل الحج
لا يقتصر فضل دعاء "لبيك اللهم لبيك" على كونه شعارًا للحجاج، بل إن الإكثار من الحج والعمرة يضاعف الأجر ويكفر الذنوب، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد".
انتشار التلبية في وسائل الإعلام ومظاهرها الروحانية
مع قرب موسم الحج، تزداد القنوات الفضائية والإذاعات الدينية في بث التلبية، مما يثير في النفوس مشاعر الترقب والاشتياق لأداء هذا الركن العظيم، كما يحرص الحجاج في كل مكان على تعلم التلبية وحفظها ليرددونها بخشوع خلال رحلتهم إلى بيت الله الحرام.
التلبية لا تقتصر فقط على الحجاج في المشاعر الروحية، بل تمتد لتشمل كل مسلم يحس بقيمة الدعاء والتضرع لله، فالكلمات التي يحملها هذا الدعاء تعزز في النفوس الانتماء للإسلام والوحدة مع أمة التوحيد.
كيف يمكن للمسلم أن يستعد روحياً ونفسياً للحج؟
بالإضافة إلى تعلم دعاء التلبية وأدائه بخشوع، يجب على المسلم الاستعداد النفسي والروحي للحج بالتوبة والنية الصادقة والالتزام بالأخلاق الإسلامية، مما يجعل من رحلة الحج تجربة روحية متكاملة تترك أثرًا دائمًا في حياة الإنسان.