الأولى من نوعها.. باحثة تكشف تفاصيل ماجستير التحول الرقمي لإدارة المستشفيات

في عالم تتسارع فيه خطوات التكنولوجيا لتغزو كافة مناحي الحياة، تقف الصحة العامة في مقدمة المجالات التي استفادت من هذا التطور، ومن قلب محافظة بورسعيد، أطلقت الطبيبة والباحثة الشابة، الدكتورة ميرفت محمود السنجيدي، شعلة التغيير، مقدمة أول رسالة ماجستير من نوعها في مجال التحول الرقمي لإدارة المستشفيات والصحة العامة، لتضع اسمها بين روّاد البحث العلمي في مصر.
بداية الحلم من أول دفعة بكلية طب بورسعيد
وقالت الدكتورة ميرفت السنجيدي، المدرس المساعد بقسم الصحة العامة والطب الوقائي في كلية الطب – جامعة بورسعيد، إنها من أبناء الدفعة الأولى بالكلية، التي تخرجت في عام 2020، وهو عام الامتياز الذي تصادف مع اجتياح فيروس كورونا العالم.

وأضافت:" كلية الطب ببورسعيد كانت حلمًا لأبناء المحافظة، كنا نُعاني مشقة السفر بين الجامعات المصرية من أجل دراسة الطب، حتى تحقق الحلم وأصبح واقعًا نعيشه.
وتخرجت أنا وزملائي كأول دفعة، عددنا 50 طبيبًا وطبيبة، وخلال أزمة كورونا تطوعنا جميعًا للعمل بالمستشفيات، وكان لنا شرف المشاركة في خط الدفاع الأول ضد الوباء، وقد حصلنا على المركز الثاني على مستوى الجامعات المصرية، كما تأهل بعض الزملاء للسفر إلى اليابان ضمن منح علمية".

رسالة علمية بتوقيع رقمي: التحول الرقمي والصحة العامة
وتحدثت السنجيدي عن رسالتها، في لقائها مع موقع "نيوز روم" قائلة:" رسالة الماجستير الخاصة بي جاءت بعنوان "استخدام السجلات الطبية الإلكترونية ومدى رضا مقدمي الرعاية الطبية في أماكن تقديم الخدمة الطبية التابعة للتأمين الصحي الشامل ببورسعيد"، وهي تُعد أول رسالة أكاديمية في هذا المجال على مستوى المحافظة، كما أنها من أوائل الرسائل على مستوى الجمهورية التي تتناول هذا الموضوع بشكل تطبيقي".

وتابعت:" من الطبيعي أن يكون موضوع الرسالة مرتبطًا بمجال الطب الوقائي، لكن وجود منظومة التأمين الصحي الشامل في بورسعيد، التي تعتمد بشكل أساسي على التحول الرقمي، أتاح لي فرصة التعامل مع قاعدة بيانات إلكترونية متكاملة، وتحليل تفاعل المستخدمين معها، سواء كانوا أطباء، ممرضين، إداريين أو حتى مرضى".
مشاركة دولية: أول إشراف أجنبي على رسالة ماجستير في الصحة العامة بمصر
تميزت رسالة السنجيدي بأنها الأولى في مصر التي يُشرف عليها أستاذ أجنبي في تخصص الصحة العامة والطب الوقائي، وهو الأستاذ الدكتور سلمان رواف، أستاذ الصحة العامة في الكلية الملكية بلندن.
شارك في الإشراف على الرسالة أيضًا أ.م.د/ نسرين سعد فراج، أستاذ مساعد الصحة العامة والطب الوقائي، كلية الطب – جامعة بورسعيد، د/ نسرين فاروق إبراهيم، مدرس الصحة العامة والطب الوقائي، كلية الطب – جامعة بورسعيد.

وضمّت لجنة المناقشة أ.د/ سلمان رواف الكلية الملكية بلندن، أ.د/ عبد اللطيف عبد الرحمن عمارة، أستاذ الصحة العامة، كلية الطب – جامعة الزقازيق، أ.د/ إيناس إبراهيم الشيخ، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي، كلية الطب جامعة بورسعيد
تجربة ميدانية شاملة داخل منظومة التأمين الصحي الشامل ببورسعيد
عملت الدكتورة ميرفت على مدار شهور على دراسة مدى رضا مقدمي الرعاية الصحية عن استخدام السجلات الطبية الإلكترونية داخل منشآت التأمين الصحي الشامل ببورسعيد، وقامت بجولات ميدانية مكثفة شملت جميع أنحاء المدينة وقرى الجنوب والغرب.
وقالت:"التقيت بالعشرات من الأطباء والممرضين والإداريين، وحتى المرضى أنفسهم، وحرصت على توثيق الحالات التي تم التعامل معها عبر السجلات الطبية الإلكترونية، وتحليل العقبات التي قد تواجه المستخدمين سواء في الإدخال أو استخراج البيانات، والعمل على اقتراح حلول تقنية قابلة للتطبيق"، مضيفة:" كان هناك تعاون كبير من الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، مما ساعد في نجاح الدراسة وتحقيق أهدافها".
الصحة العامة والتحول الرقمي: علاقة تكاملية لمستقبل أفضل
وأشارت "السنجيدي" إلى أن تخصص الصحة العامة يختلف عن طب الأسرة، فهو يهتم بالأبحاث التطبيقية والتحليل البيئي لمجتمع المريض، ما يسمح بتحقيق استجابة صحية أكثر فعالية وشمولًا.
وأردفت:"التحول الرقمي في الصحة العامة هو مستقبل المنظومة الصحية، لما يوفره من سرعة في اتخاذ القرار، دقة في التشخيص، وتقليل نسب الأخطاء الطبية إلى حد كبير".
مناقشة علمية متميزة تحت رعاية كلية الطب – جامعة بورسعيد
أُقيمت مناقشة رسالة الماجستير في قاعة مجلس إدارة مستشفى جامعة بورسعيد خلال الشهر الماضي، بحضور قيادات الكلية وعلى رأسهم أ.د/ إيهاب علي الحنفي، عميد الكلية، أ.د/ هبة يوسف محمد، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث
رسالة تحمل الأمل: نحو تطوير المنظومة الصحية المصرية
اختتمت الدكتورة ميرفت السنجيدي حديثها بتعبيرها عن سعادتها الغامرة بهذا الإنجاز، مؤكدة أن دعم الكلية ومنظومة التأمين الصحي الشامل كان مفتاح هذا النجاح.
وقالت:" فخورة بأن أكون أول طبيبة من جامعة بورسعيد تقدم هذا النوع من الرسائل العلمية، وسأواصل البحث في هذا المجال من أجل تطوير الأداء الصحي وتحسين جودة الخدمات العلاجية، مستفيدة من كل ما توفره التكنولوجيا من أدوات متقدمة".