شراكة بين "كوالكوم" و"أرامكو الرقمية" لدفع التحول الرقمي عبر الذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة كوالكوم تكنولوجيز، وشركة أرامكو الرقمية عن نيتهما توقيع تعاون استراتيجي لتطوير ونشر وتسويق أحدث تقنيات وحلول إنترنت الأشياء الصناعية القائمة على الذكاء الاصطناعي.

وسيشمل التعاون أيضاً تطوير حالات الاستخدام الصناعية للذكاء الاصطناعي وعروض الخدمة، بحسب بيان صحافي صادر عن الشركتين اليوم.

تهدف "أرامكو الرقمية" إلى تطوير وتسويق مجموعة من الأجهزة الصناعية المتطورة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحلول الشاملة المدعمة بمنتجات وخدمات "كوالكوم تكنولوجيز".

تُعد الشراكة الاستراتيجية بين كوالكوم تكنولوجيز وأرامكو الرقمية خطوة بارزة في مسار التحول الرقمي الصناعي، حيث تستهدف دمج أحدث تقنيات إنترنت الأشياء الصناعية (IIoT) والذكاء الاصطناعي المدعوم بالجيل الخامس، مما يفتح آفاقاً جديدة للقطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية. 

والإعلان عن هذا التعاون جاء خلال منتدى الاستثمار السعودي–الأميركي في الرياض، وهو حدث يعكس التوجهات الحديثة نحو تطوير الصناعات عبر التكنولوجيا المتقدمة.

أهداف الشراكة وتوجهاتها الرئيسية

تركز هذه الشراكة على مجموعة من المحاور الأساسية، التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز التحول الرقمي وجعل القطاعات الصناعية أكثر ذكاءً وكفاءةً:

1. تطوير حلول صناعية ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي

تتضمن هذه الجهود تصميم أجهزة وتقنيات حديثة، مثل الروبوتات الصناعية والطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار الذكية، بهدف تحسين العمليات التشغيلية وتعزيز الإنتاجية. ستسهم هذه الابتكارات في أتمتة المهام الروتينية وتقليل الحاجة إلى التدخل البشري، مما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء.

2. تحسين إدارة الأصول عبر الصيانة التنبؤية والكشف البصري عن الشوائب

من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن التنبؤ بالأعطال قبل حدوثها، مما يساعد الشركات الصناعية في تقليل الخسائر الناتجة عن توقف المعدات. كما ستسهم حلول الكشف البصري المتقدمة في ضمان جودة المنتجات وتقليل نسبة العيوب.

3. تعزيز الاتصال عبر بنية تحتية متطورة قائمة على تقنية الجيل الخامس

تعتمد هذه الشراكة على شبكة أرامكو الرقمية اللاسلكية (بتردد 450 ميغاهرتز)، والتي تمثل بنية تحتية متقدمة تسمح بربط الأجهزة الصناعية الطرفية ببعضها البعض، مما يوفر اتصالاً عالي السرعة يُمكن من مراقبة العمليات واتخاذ القرارات في الوقت الفعلي.

4. توفير منصات ذكاء اصطناعي قابلة للتطوير والتحديث

من خلال تطوير منصات متخصصة لإدارة نماذج الذكاء الاصطناعي وتحديثها، سيتمكن المشغلون من تحسين كفاءة المصانع وضبط العمليات الصناعية بشكل أكثر دقة وسرعة.

أثر الشراكة على القطاعات الصناعية في المملكة
هذه التقنيات الحديثة ستُحدث تحولاً جذرياً في عدة مجالات صناعية، ومن المتوقع أن تكون آثارها كالتالي:

رفع الإنتاجية من خلال أتمتة العمليات وخفض التكاليف التشغيلية.

تعزيز السلامة المهنية عبر تحسين تقنيات المراقبة والإنذار المبكر للحوادث.

تحسين استهلاك الطاقة مما يؤدي إلى تقليل الهدر وتعزيز الاستدامة البيئية.
أكد نبيل النعيم، الرئيس التنفيذي لأرامكو الرقمية على أهمية هذه الشراكة قائلاً: "هذه الاتفاقية تعكس التزامنا بتمكين التحول الرقمي في المملكة، من خلال المزج بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس، نصنع مستقبلاً صناعياً أكثر ذكاءً وأماناً."

ومن جانبه، شدد كريستيانو أمون، الرئيس التنفيذي لكوالكوم على دور التعاون في دفع الابتكار الصناعي: "شراكتنا مع أرامكو تسرّع تبني الابتكارات الذكية في الصناعة، مما يعيد تعريف معايير الأداء والكفاءة عالمياً."
جاء الإعلان عن هذه الشراكة خلال زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الرياض، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون التكنولوجي بين الولايات المتحدة والسعودية. 

هذه الاتفاقية تأتي ضمن جهود المملكة لتحويل قطاعها الصناعي إلى بيئة رقمية أكثر ذكاءً واستدامة، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا المتقدمة.