خالد الجندي يوضح الفرق بين الطاهر والنافع في الشريعة الإسلامية

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أهمية التفرقة بين مفهومي "الطاهر" و"النافع"، مشددًا على أن الطهارة لا تعني بالضرورة النفع، بينما لا يمكن أن يكون هناك شيء نافع طاهر إذا كان أصله نجسًا شرعًا أو فاسدًا في الإسلام.
دلالات النافع الطاهر في الإسلام
أوضح الجندي خلال حديثه، في طرح فكري وديني عميق ضمن حلقة خاصة من برنامج "لعلهم يفقهون" بعنوان "حوار الأجيال"، أن هناك كثيرًا من الأشياء التي تُعد الطهارة من الناحية الشرعية، لكنها ليست بالضرورة نافع طاهر للإنسان في كل الأحوال، بل قد تكون ناجس ضار في حالات معينة، ضاربًا مثالًا برجل مصاب بمرض السكري، لا يستطيع شرب عصير القصب رغم كونه طاهرًا، إلا أنه مضر له وقد يهدد حياته.
وأضاف: "كذلك المريض في غرفة الإفاقة بعد إجراء عملية جراحية، قد يكون شرب الماء في تلك اللحظة ضارًا جدًا له رغم أن الماء طاهر، إلا أن توقيت استعماله يجعله خطرًا، ما يوضح أن الطهارة ليست وحدها كافية للحكم على الشيء بالنفع".
هل يوجد نافع نجس؟
تابع الجندي بأن الشريعة الإسلامية لا تُقر بوجود شيء "نافع" وهو نجس، مؤكدًا أن الله لم يجعل الخير والبركة فيما هو نجس أو محرم، مستندًا إلى قول الله تعالى: "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"، موضحًا أن هذه المحرمات وُصفت بأنها "رجس"، أي نجاسة معنوية يجب اجتنابها تمامًا.
وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم شيئًا إلا وكان في ضرر على الإنسان، وأن المنفعة الظاهرة في المحرمات هي منفعة موهومة أو مؤقتة، يعقبها ضرر جسيم في الدنيا والآخرة.
التحذير من المحرمات
استكمل الجندي بأن الله سبحانه وتعالى عندما ذكر المحرمات في القرآن مثل الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما ذُبح لغير الله، أشار إلى أن هذه الأمور تدخل تحت مسمى "الفسق"، وهو خروج عن الطهارة الشرعية والحدود الإلهية، مبينًا أن هذه النصوص القرآنية تهدف إلى حماية الإنسان من كل ما يفسد روحه أو جسده أو مجتمعه.
وأكد أن التحريم الإلهي ليس اعتباطيًا أو بدون حكمة، بل هو من باب اللطف الرباني، لأن الله لا يأمر إلا بما فيه الخير والنفع الحقيقي لعباده، ولا ينهى إلا عما فيه فساد أو نجاسة ظاهرية أو باطنية.

اللجوء إلى الرزق الحلال
اختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بالإشارة إلى أن الشباب المسلم يملك إيمانًا فطريًا بأن الرزق من عند الله، مستشهدًا بقوله تعالى: "فلياتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا"، ذكرًا أن كلمة "يتلطف" التي وردت في سورة الكهف تُعد في موقع منتصف القرآن، وكأنها تذكير بلطف الله وحرصه على عباده في كل الظروف.
وشدد على ضرورة أن يتحلى الإنسان باللطف في طلب الرزق، وأن يتحرى الطيب منه، وألا يقع في فخ البحث عن النفع المؤقت في المحرمات أو النجاسات، لأن البركة الحقيقية تأتي فقط من الطيب الحلال.