عاجل

خالد الجندي: المؤمن يتمسك بـ «صفاته النبيلة» وعدم الشرور للآخرين

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

في حديث عميق يحمل العديد من الدروس التربوية والدينية، شدد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أهمية تمسك المؤمن بالأخلاق والطيبة وعدم الشرور للآخرين بأن تغير صفاته النبيلة، مؤكدًا أن المؤمن الحق هو من يؤثر في غيره ولا يتأثر بسلوكياتهم السلبية.

جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع على قناة DMC، حيث قدّم رؤية متكاملة حول مفاهيم الأخلاق، والتحكم في الانفعالات، والتعامل مع الآخرين في زمن تسوده الانفعالات السريعة والتعصب الشديد.

المؤمن وصفاته النبيلة

أوضح الجندي أن الإنسان الطيب صاحب الخلق لا ينبغي أن يتغيّر بسبب ردود الأفعال السلبية من المحيطين به، بل عليه أن يظل ثابتًا على مبادئه، حتى لو لم يجد من يقدّرها.

وقال:" لا تجعل شر من حولك يُفسد نقاءك، لا تتأثر بسلوك سيء بل كن سببًا لتغيير من حولك للأفضل، وحتى إن لم يظهروا لك احترامًا، فهم يوقّرونك داخليًا رغماً عنهم، لأن أخلاقك تذكرهم بسوء أفعالهم."

لا تكن نسخة من السفهاء

وتحدث "الجندي" عن أثر الأخلاق في مواجهة الجهلاء والسفهاء، مستشهدًا بقول الإمام الشافعي: "يخاطبني السفيه بكل قبحٍ، فأكره أن أكون له مجيبًا، يزيد سفاهةً فأزيد حلمًا، كعودٍ زاده الإحراق طيبًا".

وأكد أن الرد على الجاهل يجب أن يكون بالصمت أو السلام، لا بالمثل، مستدلاً بالآية الكريمة: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا)، مشيرًا إلى أن الحِلم من صفات عباد الرحمن الذين لا ينجرّون إلى مستنقعات الغضب والتطاول.

الجاهلية ليست نقص أخلاق

سلّط عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الضوء على مفهوم "الجاهلية"، موضحًا أنه لا يعني بالضرورة الجهل بالقراءة أو الكتابة، بل هو وصف للسلوك الغليظ والعصبية والعدوانية، قائًلا: "أبو جهل لم يُسمّى بذلك لأنه لا يقرأ، بل لأنه كان غشيمًا وعدوانيًا، هذه الصفات يفتخر بها البعض اليوم ويقول: (أنا عصبي)، وهي في الحقيقة من بقايا الجاهلية."

كما أشار إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابي الجليل أبو ذر، حين قال له: (إنك امرؤ فيك جاهلية) بعدما تطاول على بلال، مبينًا أن السلوكيات العنيفة والمسيئة لا تليق بالمؤمن.

الجاهلية الجديدة تعصب وتكفير 

وانتقد "الجندي" ما وصفه بـ"الجاهلية المعاصرة"، التي لا تعتمد على نقص العلم، بل على غياب التسامح ورفض الآخر، قائلاً: "اليوم نرى من يكفّر غيره بسبب اختلاف فكري أو سياسي، ومن يستحل دمه فقط لأنه لا يشاطره نفس الرأي.. وصلنا إلى درجة مرعبة من الغلو."

وضرب مثالًا برياضي بسيط: "حتى في كرة القدم، لون التيشيرت المختلف يثير الكراهية.. البعض لا يرضى بمجرد الانتصار في مباراة، بل يريد محو الفريق الآخر من الوجود!".

<strong>برنامج لعلهم يفقهون</strong>
برنامج لعلهم يفقهون

الأخلاق فوق الشعائر

واختتم عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، حديثه برسالة قوية: "الدين ليس فقط صيامًا وصلاة، بل سلوك وأدب ورحمة. تعامل مع الناس بحلم، ولا تكن فيك جاهلية، لأن التديّن الحقيقي يظهر في كيفية تعاملك مع المخالف لك، وليس فقط في مظهرك أو عبادتك."

رسالة خالد الجندي في هذه الحلقة كانت دعوة صريحة لنبذ العصبية والتحلي بالحلم، فالمؤمن الحق هو من يصبر، ويعفو، ويُحسن حتى في وجه الإساءة، لأن الأخلاق هي جوهر الدين، والباقي تفاصيل لا تكتمل بدونها.

تم نسخ الرابط