خالد الجندي: الإنسان يختار وسيلة كسبه لـ الرزق والله لا يأمر بالسوء

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الله سبحانه وتعالى قد قسم الأرازق لجميع الناس، لكن الطريقة التي يسلكها كل فرد للوصول إلى هذا الرزق هي محل الاختيار والإرادة البشرية، فالطرق متعددة، وعلى الإنسان أن يختار وسيلة كسبه لـ الرزق بين الحلال والحرام، مؤكدًا أن الله لا يأمر بالسوء في الرزق ، ولا بالفحشاء، ولا يمكن نسب المعاصي إليه.
وأشار "الجندي"، خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، إلى أن البعض قد يبررون أفعالهم السيئة في أسباب جلب الرزق بزعم أنها من إرادة الله، تمامًا كما فعل المشركون في العصور القديمة، الذين كانوا ينسبون انحرافاتهم إلى الله زورًا وبهتانًا، وهذا ما نهى عنه القرآن الكريم في أكثر من موضع.
وسيلة كسب الانسان بين الحلال والحرام
في تشبيه واضح، قال "الجندي": "كل رزق له مصدران؛ أحدهما من الله، وهو الحلال الطيب، والآخر لا يجوز نسبته إلى الله، وهو ما جاء من طرق غير شرعية كالرشوة والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل".
وشدد على أن الله أحل الطيبات، وأمر عباده بأن يطلبوا رزقهم من طريق مشروع، مستدلًا بقوله تعالى: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا"، فالرزق الطيب هو أساس العمل الصالح.
القرآن يحذر من أكل المال الحرام
استشهد الجندي بعدة آيات قرآنية تؤكد رفض الإسلام لأي كسب غير شرعي، ومنها قوله تعالى: "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"، دلالة على وجود تمييز واضح بين المال الطيب والمال الخبيث.
كما أشار إلى الآية الكريمة: "قل إن الله لا يأمر بالفحشاء، أتقولون على الله ما لا تعلمون؟"، موضحًا أن من ينسب الفحشاء أو الفساد أو الرزق الحرام إلى الله، إنما يرتكب جرمًا في حق العقيدة ويسيء الأدب مع الخالق جل جلاله.
دعوة صريحة للتحري
وفي ختام حديثه، وجّه الشيخ خالد الجندي نداءً هامًا لكل مسلم بأن يتحرى في كسبه ومصدر دخله، وأن يبتعد عن كل ما فيه شبهة الحرام، موضحًا أن الطمأنينة والبركة لا تأتيان إلا من الرزق الحلال.
وشدد على أن الفهْم الصحيح للدين يقتضي ألا يبرر الإنسان أفعاله الفاسدة بعبارات مثل "ربنا أراد كده"، أو "هو ده رزقي"، بل عليه أن يتحمل مسؤولية اختياره ويتوب إلى الله إن أخطأ.

الرزق الحلال مسؤولية وعبادة
تبرز كلمات الشيخ خالد الجندي ضرورة الفصل بين الرزق المشروع وغير المشروع، والتأكيد على أن ما يأتي من طرق فاسدة لا يجوز نسبته إلى الله، إن الرزق الحلال ليس فقط مصدر عيش، بل هو عبادة تُثاب عليها النفس، وهو الطريق إلى حياة طيبة مليئة بالبركة والرضا الإلهي.