ما الحكمة من الصلاة على آل سيدنا محمد في التشهد؟.. علي جمعة يوضح

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الحكمة من الصلاة على آل سيدنا محمد في التشهد، وذلك كونها إشارة إلى علو قدرهم رغم أنهم ليسوا أنبياء، مقارنة بآل سيدنا إبراهيم الذين هم أنبياء، مما يدل على رفعة آل البيت.
الحكمة من الصلاة على آل سيدنا محمد في التشهد
وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “سيدنا محمد ﷺ هو سيد الخلق وإمام المرسلين في الدنيا والآخرة. وفي يوم القيامة حيث يتوجه الخلق إليه بعد اعتذار الأنبياء الآخرين، فيسجد تحت العرش فيلهمه الله بمحامد لم تُعطَ لأحد غيره. ويشفع النبي ﷺ في الخلق، فيختصر الله يوم القيامة من ألف سنة إلى خمسمائة سنة بسبب شفاعته”.
توقير النبي الكريم عليه السلام وتعظيمه
فيما قالت دار الإفتاء المصرية إن سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم هو جوهرةُ النُّفوس وتاجُ الرءوس وسيدُ ولدِ آدم أجمعين، ولا يدخل الإنسانُ دائرةَ الإيمان إلا بحبه وتعظيمه وتوقيره والشهادة برسالته، فهو أحد ركنَي الشهادتين؛ إذ لا يقبل الله تعالى من أحدٍ الوحدانيةَ حتى يُشْفِعَهَا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم رسولُه إلى العالمين، وقد علَّمنا الله تعالى الأدب مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين خاطب جميع النبيين بأسمائهم أما هو فلم يخاطبه باسمه مجردًا، بل قال له: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ [الأنفال: 64]، ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ﴾ [المائدة: 41]، وأمرنا بالأدب معه وتوقيره فقال: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفتح: 8-9].
وتابعت: من توقيرِه تسويدُه؛ كما قال قتادة والسدي: وتوقروه: وتسودوه. ونهانا عن التقديم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وحذرنا من رفع الصوت على صوته الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، أو الجهر له بالقول فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الحجرات: 1- 3].
ونهانا أن نخاطبه صلى الله عليه وآله وسلم كما يخاطب بعضنا بعضًا؛ فقال تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ [النور: 63].
فكان حقًّا علينا أن نمتثل لأمر الله، وأن نتعلم مع حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأدبَ معه، ومن الأدب أن نسوِّده كلما ذُكر، وأن نُصلي عليه كلما ذُكر، وأن لا نخاطبه باسمه مجردًا عن الإجلال والتبجيل.