عاجل

عالم أزهري: النبي قدوة في الوضوح والأمانة والحرص على إبراء الذمة|فيديو

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم كان مثالًا حيًّا للوضوح والشفافية في أفعاله، وأنه حرص دائمًا على أن تكون تصرفاته مفهومة ومعلومة لمن حوله، لأنه القدوة الأولى التي يُقتدى بها في كل تفاصيل الحياة، صغيرها وكبيرها، مضيفًا أن النبي لم يكن يترك فعلًا يثير التساؤل إلا وأوضحه، حتى لا يُساء فهمه أو يُحمّل فعله تأويلات خاطئة.

حادثة ترك الصلاة فجأة

وأوضح الدكتور جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، أن هذا الحرص النبوي تجلّى بوضوح في موقف شهير، عندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم فجأة من المسجد أثناء الصلاة، مما أثار دهشة الصحابة الذين بقوا في أماكنهم حائرين، يتساءلون في صمت عن السبب الذي دفع النبي لتركهم بهذه السرعة غير المعتادة.

وتابع: "النبي صلى الله عليه وسلم، ببصيرته وفطنته، لاحظ علامات التعجب على وجوه أصحابه، فلم يدعهم طويلًا في حيرتهم، وعاد إليهم بعد دقائق، ثم شرح لهم السبب بمنتهى الوضوح، قائلاً إنه تذكّر أن في بيته تبرًا (ذهبًا خامًا) كان يريد أن يوزعه على الفقراء، فخشي أن يبيت عنده مال لا حق فيه إلا لأصحابه".

القدوة في إبراء الذمة 

وأشار الدكتور جبر إلى أن هذا التصرف النبوي الشريف يعبّر عن أسمى معاني الأمانة والزهد، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يبيت وهو خفيف الذمة، لا يحمل مالًا ليس له فيه حق، ولا يدع شبهة أو لبسًا في تصرفاته. وقال: "هذا الموقف يعلمنا كيف يكون الإنسان واضحًا وصريحًا مع من حوله، فإذا خالف عادته أو تصرف بطريقة غير متوقعة، عليه أن يوضح السبب حتى لا يترك مجالًا لسوء الظن أو الشك".

وأضاف: "النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يحتفظ بمال زائد لمجرد الاقتناء أو التكديس، بل كان يرى أن المال الزائد يجب أن يُصرف في وجوه الخير، أو يُحفظ لصاحبه، وإلا صار عبئًا على ذمته"، مؤكدًا أن هذه القيم تدعونا إلى الزهد، والحرص على إبراء الذمة، والوضوح في النوايا والأفعال.

<strong>برنامج أعرف نبيك</strong>
برنامج أعرف نبيك

دعوة لاتباع نهج النبي 

وختم أحد علماء الأزهر الشريف، حديثه بالدعوة إلى الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في وضوحه وأمانته، مشددًا على أن المسلم مطالب بأن يكون صريحًا مع نفسه ومع الناس، وأن يبرئ ذمته من أي حقوق للآخرين، وألا يبيت عنده مال أو أمانة إلا وقد أداها لأصحابها، لأن ذلك من صفات المؤمن الحق.

بهذا الدرس العملي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، تتجلى لنا معاني القدوة الحقيقية، التي تُلهم المسلم ليكون صورة حية للأمانة والشفافية والطهارة القلبية في كل تفاصيل حياته.

تم نسخ الرابط