عاجل

"حساسية السلفا" مرض مُزعج قد يهدد حياتك | اعرف التفاصيل

 حساسية السلفا
حساسية السلفا

في عالم الطب الحديث، لا يزال الإنسان معرضًا لتفاعلات غير متوقعة مع بعض الأدوية، رغم التقدم الكبير في علوم الصيدلة. ومن بين هذه التفاعلات ما يُعرف بـ"حساسية السلفا"، وهي نوع من أنواع الحساسية الدوائية التي قد تكون بسيطة في بعض الأحيان، لكنها قد تتطور إلى مضاعفات تهدد الحياة في حالات أخرى. فماذا نعرف عن هذه الحساسية؟ وما الفرق بينها وبين أنواع الحساسية الأخرى مثل حساسية الكبريتيت؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

ما هي حساسية السلفا؟

حساسية السلفا هي تفاعل مناعي مفرط من الجسم تجاه مركبات دوائية تحتوي على مادة "السلفوناميد"، وهي مركبات كيميائية تُستخدم في تصنيع بعض أنواع الأدوية، خاصة المضادات الحيوية. عند دخول هذه المواد إلى الجسم، قد يتعامل معها الجهاز المناعي على أنها مواد ضارة، مما يدفعه لإنتاج استجابة دفاعية تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية.

وتشمل هذه الأدوية فئة واسعة من العلاجات، أبرزها:

  • المضادات الحيوية من نوع السلفوناميد مثل "سلفاميثوكسازول".
  • بعض أدوية السكري.
  • مدرات البول.
  • بعض أدوية الصرع.


ومن المهم التنويه إلى أن ليس كل من يعاني من حساسية تجاه السلفا سيكون لديه تفاعل تحسسي مع جميع الأدوية التي تحتوي على هذه المركبات، بل يختلف الأمر بحسب تركيبة كل دواء واستجابة الجسم له.

هل هناك فرق بين حساسية السلفا وحساسية الكبريتيت؟

رغم أن كلًا من السلفا والكبريتيت يحتويان على عنصر الكبريت، إلا أن الفرق بينهما كبير من الناحية الكيميائية والطبية:

  • المقارنة حساسية السلفا حساسية الكبريتيت
  • المصدر أدوية ومركبات دوائية مواد حافظة تُستخدم في الأطعمة
  • الاستخدام مضادات حيوية وأدوية متعددة حفظ الفواكه المجففة، العصائر، الخمور
  • شكل التفاعل تفاعل دوائي خطير أحيانًا تفاعل غذائي غالبًا أقل حدة
  • احتمالية التداخل نادرة التداخل غير مرتبطة بحساسية السلفا

لذا من الضروري عدم الخلط بين النوعين، وعدم افتراض أن وجود حساسية من أحدهما يعني بالضرورة وجود حساسية من الآخر.

أعراض حساسية السلفا

تتراوح أعراض حساسية السلفا بين أعراض جلدية خفيفة إلى أعراض تنفسية وعصبية قد تكون مهددة للحياة. وتشمل أبرز الأعراض ما يلي:

أعراض شائعة:

  • طفح جلدي مفاجئ أو مزمن.
  • الحكة (Pruritus).
  • احمرار العينين أو حكة فيهما.
  • تورم خفيف في الوجه أو الشفتين.
  • انسداد أو احتقان في الأنف.
  • حساسية من ضوء الشمس (Photophobia).
  • مشاكل في المعدة مثل الغثيان والقيء أو الإسهال.
  • صداع مستمر.


أعراض متقدمة وخطيرة

  • صعوبة شديدة في التنفس.
  • تورم في الحلق أو اللسان.
  • ضيق الصدر أو الشعور بالاختناق.
  • تسارع ضربات القلب.
  • حمى وألم في العضلات والمفاصل.
  • تغير لون الجلد أو اليرقان.
  • نوبات إغماء أو ارتباك عقلي.

وفي بعض الحالات النادرة، قد تؤدي حساسية السلفا إلى ما يُعرف بـ"متلازمة ستيفن جونسون"، وهي حالة خطيرة جدًا تُصيب الجلد والأغشية المخاطية وقد تهدد الحياة.

كيف يتم تشخيص حساسية السلفا؟

لا يوجد اختبار مخبري موحد لتشخيص هذه الحساسية، بل يعتمد التشخيص بشكل أساسي على التاريخ المرضي للمريض ومراقبة الأعراض بعد استخدام أدوية تحتوي على السلفا. وفي بعض الحالات، قد يُجري الطبيب اختبار تحدي دوائي تحت إشراف طبي دقيق، خاصة إذا كان الدواء ضروريًا ولا تتوفر له بدائل كثيرة.

ماذا تفعل عند ظهور الأعراض؟

  1. التوقف الفوري عن تناول الدوية
  2. استشارة الطبيب فورًا، والذي قد يصف:
  • مضادات الهيستامين لتخفيف الطفح والحكة.
  • الكورتيزون لتقليل الالتهاب في الحالات المتوسطة.
  • الإبينفرين (Epinephrine) لعلاج التفاعل التحسسي الشديد أو المهدد للحياة.
  • في الحالات الشديدة، يجب التوجه إلى أقرب مستشفى للطوارئ فورًا.

هل يمكن الوقاية من حساسية السلفا؟

الوقاية تبدأ من الوعي والتوثيق الجيد للتاريخ الصحي. فإذا كنت تعاني من حساسية السلفا، عليك اتباع الآتي:

  • إبلاغ كل من يتعامل معك طبيًا (الأطباء، الصيادلة) بوجود هذه الحساسية.
  • حمل بطاقة أو سوار طبي يوضح نوع الحساسية.
  • قراءة مكونات الأدوية جيدًا قبل استخدامها.
  • تجنب الأدوية التي تحتوي على السلفوناميد قدر الإمكان، واستخدام البدائل الآمنة بعد استشارة الطبيب.


حساسية السلفا ليست شائعة كغيرها من أنواع الحساسية، لكنها قد تكون من الأنواع التي لا يُستهان بها نظرًا لاحتمالية تطورها السريع. ومعرفة الفارق بينها وبين أنواع الحساسية الأخرى، والتعامل معها بشكل علمي مدروس، يمكن أن ينقذ حياتك أو حياة من تحب. لا تتردد أبدًا في التواصل مع الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية بعد استخدام دواء جديد، ولا تُهمل أي إشارة يرسلها لك جسدك.

تم نسخ الرابط