عاجل

لا تفوتك أجرها.. دار الإفتاء توضح فضل إطعام الطعام وثوابه

اطعام الطعام
اطعام الطعام

يعد إطعام الطعام من أعظم الأعمال التي حثَّ عليها الإسلام، حيث أكَّد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية هذه الفضيلة التي تعود بالنفع الكبير على الفرد والمجتمع. فقد جاء في الحديث الشريف: “من لا يُؤثِر الناس لا يُؤثَر” ما يعني أن إطعام الطعام ليس فقط عملاً صالحًا، بل هو وسيلة لإرساء أواصر المحبة والمودة بين الناس، ويُكافأ صاحبه بأجر عظيم من الله فما فضله وثوابه؟

رأي  دار الإفتاء

أوضح علماء الشريعة أنَّ إطعام المساكين والمحتاجين يُعتبر من أفضل القربات وأرفع أنواع الطاعات، وقد روى أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" عن سيدنا الحسين بن علي عليهما السلام قوله: "لَأَنْ أَقُوتَ أَهْلَ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ صَاعًا كُلَّ يَوْمٍ، أَوْ كُلَّ يَوْمٍ صَاعَيْنِ شَهْرًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حَجَّةٍ فِي إِثْرِ حَجَّةٍ"، مما يبرز مكانة إطعام الطعام في الإسلام.

وفي نفس السياق، أخرج "المصنف" عن الضحَّاك قوله: "مَا عَلَى النَّاسِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِطْعَامِ مِسْكِينٍ". وتأكيدًا على أهمية هذه الفضيلة، قال الإمام أحمد: "إطعام الجائع وإعطاء المحتاجين أحب إلي من حجّ النفل"، مما يعكس عظمة عمل الإطعام في موازين الطاعات.

الفضل الكبير لإطعام الطعام

وفي القرآن الكريم، ذكر الله تعالى أن عدم إطعام المسكين كان من أسباب دخول أهل النار، حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ۝ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ۝ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ﴾ [المدثر: 42-44]. وكذلك في سورة الحاقة قال تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ۝ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الحاقة: 33-34].

كما جعل الله من صفات السيئة ترك إكرام اليتيم وترك الحض على إطعام المسكين، كما في قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ۝ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الفجر: 17-18].

 فرض ليس مقتصرًا على المسلمين

كما أكد علماء الأمة أنَّ الحث على إطعام الفقراء والمحتاجين لا يقتصر على المسلمين فقط، بل يجب أيضًا دفع ضرر أهل الذمة والمستأمنين. فقد صرح الإمام الإسنوي في "المهمات" بأن تخصيص الإطعام بالمسلمين هو أمر باطل، لأنه يجب دفع ضرر المحتاجين من جميع الأطياف، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "فتح الوهاب": "ودفع ضرر معصوم من مسلم وغيره؛ ككسوة عارٍ، وإطعام جائع"، مما يعكس هذا المعنى الواسع والشامل للمساعدة.

إطعام الطعام في الإسلام ليس فقط عملًا صالحًا، بل هو مظهر من مظاهر الرحمة الإنسانية، ويُعتبر من وسائل تعزيز التضامن الاجتماعي ورفع مستوى الأخوة والمحبة بين الناس. كما أن له أجرًا عظيمًا وثوابًا جزيلًا من الله تعالى.

تم نسخ الرابط