ما حكم تأخير صلاة الفجر إلى ما بعد شروق الشمس؟.. الإفتاء توضح

صلاة الفجر من أعظم الفرائض التي فرضها الله على المسلمين، وهي أول ما يُفتتح به اليوم من الطاعات والعبادات، ووقتها يبدأ من طلوع الفجر الصادق وحتى شروق الشمس. ولكن ماذا لو نام المسلم أو تكاسل، فلم يؤدّها في وقتها؟ وهل يجوز تأخيرها عمدًا إلى ما بعد زوال الشمس؟
رأي دار الإفتاء في هذه المسألة
وقالت: لا يجوز شرعًا تأخير صلاة الفجر حتى تخرج عن وقتها المحدد، أي إلى ما بعد طلوع الشمس، دون عذر شرعي. وهذا الفعل يُعد إثمًا عظيمًا، لأنه مخالف لأمر الله في إقامة الصلاة على وقتها. قال تعالى: “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا” [النساء: 103].
أما من فاتته الصلاة بسبب النوم أو النسيان، فلا إثم عليه، لكن عليه أن يصليها فور تذكره أو استيقاظه، استنادًا إلى حديث النبي ﷺ: “من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك” [رواه مسلم].
1. جمهور العلماء (المالكية والشافعية والحنابلة):
يرون أنه لا يجوز تأخير صلاة الفجر عمدًا عن وقتها، وأن من فعل ذلك فقد ارتكب إثمًا عظيمًا، لأن الصلاة المؤقتة يجب أداؤها في وقتها.
• قال الإمام النووي (الشافعي): “اتفق العلماء على أن من ترك صلاة حتى خرج وقتها بلا عذر، أنه آثم وعليه القضاء.”
• وقال ابن قدامة (الحنبلي): “من أخر الصلاة عن وقتها متعمدًا من غير عذر، لم تُقبل منه صلاته، وإن وجب عليه القضاء.”
2. الحنفية:
وافقوا على عدم جواز التأخير عمدًا، وأكدوا أن تأخير الصلاة عن وقتها يُسقط فضيلتها ويعرض صاحبها للعقوبة، لكنهم أوجبوا عليه القضاء في كل حال.
3. شيخ الإسلام ابن تيمية: أكد أن الصلاة لا تسقط أبدًا عن المكلف، وإن نام أو نسي، فيصليها متى ذكر، لكنه قال: “من تعمّد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها، فهو كمن لم يصلها أبدًا في الحقيقة.”
تأخير الصلاة دون عذر يُعد من علامات التفريط، بل ومن صفات المنافقين، كما قال الله عز وجل: “فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون”، أي يؤخرونها عن وقتها بلا مبرر.
أما عن فضل صلاة الفجر في وقتها، فهو عظيم ومضاعف: من يصلّي الفجر ينال أجرًا كقيام ليلة كاملة، ويكون في ذمّة الله، وتحضر الملائكة لتشهد له، بل جاء في الحديث أن من صلّاها في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى طلعت الشمس، نال أجر حجة وعمرة تامة.
ولذلك، فمن المهم أن يحرص المسلم على الاستيقاظ لصلاة الفجر، ويأخذ بأسباب ذلك كالنوم المبكر، وضبط المنبّه، وطلب المعونة من الأهل أو الأصدقاء، والإلحاح على الله بالدعاء أن يرزقه الاستيقاظ.
في النهاية، صلاة الفجر ليست عبادة عابرة في اليوم، بل هي مقياس للإيمان والالتزام، وبداية مباركة ليوم مليء بالرزق والطمأنينة، فلا تفرّط فيها، وكن من أهلها