دار الإفتاء: السنن والنوافل من أبواب التقرب إلى الله ورفع الدرجات

أكدت دار الإفتاء المصرية أن السنن والنوافل من العبادات التي شرعها الإسلام لحِكم عظيمة، فهي ليست فقط تكملة للفروض، بل هي دليل حب العبد لربه وسعيه لدوام الصلة به.
وأوضحت الدار أن المحافظة على هذه الصلوات من علامات صدق الإيمان، ووسيلة لرفعة الدرجات ومحو الذنوب.
فضائل عظيمة لصلاة النوافل:
1. القرب من الله تعالى: النوافل وسيلة عظيمة لبلوغ محبة الله، كما في الحديث القدسي:
“وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه” – (رواه البخاري).
2. جبر خلل الفرائض: في يوم القيامة يُسأل العبد عن صلاته، فإن وُجد فيها نقص، قال الله:
“انظروا هل لعبدي من تطوع؟” فيُكمل بها ما نقص من الفريضة – (رواه أبو داود والنسائي).
3. بيت في الجنة: عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“من صلى في يوم وليلة اثني عشر ركعة تطوعًا غير الفريضة، بنى الله له بيتًا في الجنة” – (رواه مسلم).
4. طمأنينة القلب وصفاء النفس: كثرة النوافل تبعث على السكينة، وتُعين على الثبات في أوقات المحن، وتعوّد النفس على الخشوع والتذلل لله.
5. رفع الدرجات ومحو السيئات: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم” – (رواه الترمذي).
أنواع السنن والنوافل:
1. السنن الرواتب المؤكدة (كان النبي يداوم عليها):
• ركعتان قبل الفجر.
• أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعده.
• ركعتان بعد المغرب.
• ركعتان بعد العشاء.
2. النوافل غير المؤكدة:
• ركعتان قبل المغرب أو العصر (وردت بها آثار).
3. صلاة الضحى:
• من ركعتين إلى اثنتي عشرة ركعة، وكان النبي يحث عليها.
4. قيام الليل (التهجد):
• يبدأ من بعد العشاء إلى الفجر، وعدد ركعاته غير محدد، وختمها بالوتر سنة مؤكدة.
5. صلاة الوتر:
• أقلها ركعة، وأفضلها ثلاث، وكان النبي لا يتركها حتى في السفر.
6. النوافل المطلقة:
• يمكن أداؤها في أي وقت غير أوقات الكراهة، بحسب قدرة المسلم.
عبادات أخرى كان النبي يحافظ عليها:
• صيام النوافل:
• الإثنين والخميس.
• الأيام البيض (13، 14، 15 من كل شهر هجري).
• ست من شوال.
• صيام يوم عاشوراء ويوم عرفة.
• الذكر اليومي:
• الأذكار الصباحية والمسائية، والتسبيح والاستغفار بعد الصلوات.
• قراءة القرآن:
• وكان النبي يوصي بقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، ويداوم على تلاوة القرآن في كل حين.
• الصدقة:
• ولو بالقليل، إذ قال صلى الله عليه وسلم: “اتقوا النار ولو بشق تمرة” – (رواه البخاري).
صلاة السنن والنوافل ليست مجرد عبادات زائدة، بل هي دليل على صدق الإيمان، وحرص العبد على محبة الله ورضاه. وهي كذلك حصن للمؤمن من الغفلة، وسندٌ له في القبر والآخرة، وجسرٌ يمتد بين قلبه وربه