عاجل

«الصفتي» في ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود: عالم رباني وإمام صالح

الدكتور حمدالله حافظ
الدكتور حمدالله حافظ الصفتي

يحتفل الأزهريون بذكرى الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود، حيث قال الدكتور حمدالله حافظ الصفتي عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر: الأمم الناهضة هي التي تُقدِّر عظماءها أحياءً وأمواتاً، فلا تُهمل سيرهم بعد وفاتهم، عرفاناً بجميلهم، وإسداءً إليهم ما يستحقونه من حُسن الحديث عن أعمالهم، وحضاً للأحياء من أبنائها على اتِّخاذهم أسوة حسنة في خدمة أممهم من شتّى النواحي وفي جميع مجالات الحياة.

ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود

قال الدكتور حمدالله حافظ الصفتي عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر: لعل افتقاد القدوة الطيبة هو طابع هذا العصر، الذي اختلط فيه على الناس أصحاب المبادئ والقيم بالانتهازيين والمدعين والدجالين، حتى صار الاقتداء بأهل النبل والشرف والنزاهة معضلة لدى كثير من الشباب الصادقين المخلصين.

وأكد في تصريح خاص «لـ نيوز رووم» في ذكرى ميلاد شيخ الأزهرالأسبق الدكتور عبدالحليم محمود: هذه الذكرى الطاهرة التي تحمل إلينا عبير سيرة إمام صالح، وولي كبير، وقدوة حسنة، حمل على عاتقه أمر هداية العامة، ونصح الخلق، ودلالتهم على طريق الله تعالى، لا يقعد عن ذلك طرفة عين من ليل أو نهار.

ولست أزعم أن هذه الكلمات وحدها كافية في الوفاء بحق هذا الولي الصالح، والإمام المجدد، سيدي الدكتور عبد الحليم محمود، عليه رضوان الله تعالى، ولكني أردت بهذه الكلمات أن أذكر الناس بإمام كان عنوانا للفضل والعلم والعرفان، وبحياة كان فيها الحكمة والزهد والعمل الصالح، رجل على خطى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وتابع: نعم، إن أصدق وصف ينطبق على الشيخ عبد الحليم: أنه كان محمديا، كان محمديا في خلقه، وفي إخلاصه، وفي سلوكه، وفي حياته كلها، كان يتلمس خطوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو شيخ الأزهر المدافع عن جناب الدين، وهو الولي الذي يرشد قلوب الحيارى لطريق الحق، وهو الواعظ الذي يطهر بموعظته القلوب من إيثار الدنيا وزينتها... وهكذا كان، عالمًا عفيفًا شريفًا ذا خلق ودين، لا يأبه إلا لمرضات الحق، حتى وإن غضب الخلق.

وأضاف: فحين جرى على لسان بعضهم الاستهزاء بالزي الأزهري والحط من أصحابه، وقف ليعلن اعتزازه بالزي الأزهري، وكونه شارة العلماء، ليستبدل عادته في لبس الثوب الإفرنجي بالزي الأزهري، وهو يومئذ عميد كلية أصول الدين.

وعلى الرغم من خلافه مع الشيخ محمد الغزالي من حيث المنهجية الفكرية، لا يجد غضاضة في نفسه من أن يوليه خطابة جامع عمرو بن العاص، لعلمه أنه أهل للقيام بهذه المهمة على وجهها، وهي نزاهة لا تكاد عقول كثيرين تدركها هذه الأيام.

ويطلب من الشيخ منشاوي عثمان عبود رحمه الله، أن يستقبل وفدا أجنبيا نيابة عنه، فيقول الشيخ منشاوي في دهشة: فضيلتكم هو من يمثل هيئة كبار العلماء، ليجيب الإمام في تواضع الحكيم: وفضيلتكم هو من يمثل هيبة كبار العلماء، والهيبة خير من الهيئة.

وحين علم بتمرير قانون الأسرة لغرض في نفس من وضعه، دون رجوعه إلى الأزهر لبحثه من الجهة الشرعية، يلوح باستقالته في حزم وقوة، غير عابئ بغضب من يغضب ورضا من يرضى.

وعلى خلافاته الكثيرة مع الرئيس أنور السادات رحمه الله، يخرج بنفسه مبشرا إياه بالنصر في حرب العاشر من رمضان، حين رأى في منامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ينظم صفوف الجنود. وحين يتولى مشيخة الأزهر، لا يتوانى عن التنقل بين القرى والنجوع، يحث أهل الخير على بناء المعاهد الأزهرية، ليفتتح في عهده ما يزيد على خمسة آلاف معهد جديد.

لقد كان الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود رضي عنه، كبير النفس، عالي الهمة، صافي الروح، نافذ البصيرة، فانتفع الناس بعلمه وخلقه وأدبه، لأنه كان نورا محمديا يسطع في نفوس كل من يلقاهم، رحم الله الإمام الشيخ عبد الحليم محمود ورضي عنه.

تم نسخ الرابط