الهند وباكستان.. سبعة عقود من الخصومة على حافة الأنفجار

كشف الدكتور سيد مكاوي، الخبير في الشؤون الآسيوية وزميل كلية الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو، عن خطورة التصعيد بين باكستان والهند ، مقارنة بالمواجهات السابقة، مشيراً إلى عاملين رئيسيين يجعلان الأزمة الحالية "مختلفة تماماً".
المياه سلاح جديد
أوضح مكاوي في مداخلة هاتفية لقناة “ القاهرة الاخبارية ” ، أن الحكومة الهندية بقيادة رئيس الوزراء" ناريندرا مودي" أدخلت عنصراً جديداً في الصراع، وهو "عامل المياه"، بعد أن علّقت نيودلهي مشاركتها في اتفاقية "السند" الموقعة عام 1960 لتقاسم مياه الأنهار مع باكستان، مشيرًا الي تصريحات مسؤولين هنود أفادت بأن "مياه الهند ستكون للهند فقط"، وهو ما أثار غضب "إسلام أباد" واعتبرته انتهاكاً للاتفاقيات التاريخية.
تفاصيل المشهد
وأبرز الوجه المقلق للأزمة الحالية، وهي أن الضربات الجوية الهندية هذه المرة استهدفت مناطق داخل الأراضي الباكستانية الأصلية، مثل "بنجاب" وضواحي إسلام أباد ولاهور، وليس فقط مناطق كشمير المتنازع عليها، وردّ الجيش الباكستاني بإسقاط 5 طائرات هندية (3 مقاتلات ومسيرتان)، وفقاً للبيانات الرسمية الباكستانية، بينما أكد الجانب الهندي سقوط 3 طائرات في كشمير الخاضعة لسيطرته.
وأشار إلى أن الهند تعرضت لخسائر مماثلة في مواجهة 2019، حيث سقطت مقاتلتان وأُسر طيار، بينما تشهد المواجهات الحالية خسائر أكبر،مفسرًا ذلك بأن الجيش الباكستاني "أكثر احترافية بسبب خبرته الميدانية في حربه ضد طالبان باكستان والانفصاليين"، فضلاً عن نقص المعلومات الاستخباراتية الهندية عن أنظمة الدفاع الجوي الباكستاني.
هل انتهى التصعيد
رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة والصين وإيران وبعض الدول العربية، حذر مكاوي من أن باكستان "تحتفظ بحق الرد"، مؤكداً أن" إسلام أباد" قد ترد في الوقت والمكان المناسبين ،مضيفًا أن القصف المدفعي المتبادل على حدود البنجاب (خارج كشمير) يُعد سابقة تزيد من خطر اتساع رقعة المواجهة.
واختتم الخبير حديثة بالإشارة إلى أن الأزمة قد تتجه نحو أحد مسارين: إما تصعيد عسكري غير مسبوق في حال قررت باكستان ضربات انتقامية جديدة، أو احتواء دبلوماسي سريع بضغط من اللاعبين الدوليين،لكنه نبه إلى أن إدخال "ملف المياه" في الصراع قد يجعل الأزمة أطول وأكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
تركيا تدين الهجوم الهندي على باكستان
في سياق متصل ، أعربت وزارة الخارجية التركية عن قلقها العميق بشأن التطورات الأخيرة بين الهند وباكستان، مشيرة إلى أن الهجمات الصاروخية التي نفذتها الهند مساء أمس الثلاثاء تشكل خطرا جسيما بإشعال حرب واسعة النطاق.
وأدانت الوزارة الهجوم الهندي الليلي (6 مايو) ، قائلة إنه يشكل خطر اندلاع حرب واسعة النطاق، ونددت أنقرة بشدة بالأعمال الاستفزازية والاعتداءات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وقالت الوزارة في بيان رسمي اليوم الأربعاء: "ندين مثل هذه الأعمال والهجمات الاستفزازية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية".
كما أعرب البيان عن دعمه لدعوة باكستان لإجراء تحقيق في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 أبريل.