باكستان - ساجد مير
«شبح باكستان».. من هو ساجد مير الذي عاد من الموت ليطارد الهند؟

في ظل تصاعد الوضع العسكري بين باكستان والهند – التي شنت غارات جوية عسكرية على 9 مواقع باكستانية فجر اليوم الأربعاء، استرجع وزير الخارجية فيكرام مصري، قضية ساجد مير، خلال تصريح صحفي.
وفي حديثه اليوم، اتهم مصري، إسلام آباد، برعاية الإرهاب متهمًا إياها بإخفاء ساجد مير، المسؤول عن الحوادث الإرهابية في مومباي عام 2008.
«شبح باكستان» وحادث مومباي 2008
في أعقاب الغارات الجوية الهندية على معسكرات الإرهاب في باكستان وكشمير من في ساعات الفجر الأولى من اليوم، خاطب وزير الخارجية فيكرام مصري وسائل الإعلام، مسلطًا الضوء على دور باكستان في رعاية الإرهاب.
وفي تصريح له حول التصعيدات العسكرية بين البلدين، أشار مصري، إلى القضية الشهيرة والتي أُعلن فيها عن مقتل هذا الإرهابي مير، والذي تم اكتشافه حيًا في وقت لاحق، إذ تم اعتقاله، استجابةً للضغوط الدولية"، مءكدًا أن هذا مثال بارز على رعاية باكستان للإرهاب.

وأضاف مصري: "لقد أثار الهجوم الأخير في باهالغام، وهو أمر مفهوم، غضبًا عميقًا في جامو وكشمير، وفي أجزاء أخرى من الهند. وفي أعقاب الهجمات، استجابت حكومة الهند بشكل طبيعي بمجموعة من الإجراءات الأولية المتعلقة بتعاوننا مع باكستان".
ويُعرف مير بأنه المخطط الرئيسي لهجمات 26 نوفمبر 2008 الإرهابية في مومباي. وقد صنفه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إرهابيًا "أكثر المطلوبين". ومنذ عام 2022، رصد المكتب مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مير وإدانته.
كما تعتقد أجهزة الاستخبارات الهندية أنه "أخطر رجل في باكستان". ووفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي، خضع مير لجراحة تجميلية بعد هجوم 2008.
من هو ساجد مير أو الشبح الباكستاني؟
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عبر برنامج "مكافآت من أجل العدالة" عن مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار أمريكي، مقابل الإدلاء بأي معلومات تؤدي إلى اعتقال وإدانة المتهم ساجد مير.
يُشتبه في أن مير، الذي يُعتقد أنه يقيم حاليًا في باكستان، قد غير مظهره الخارجي، حيث كان في السابق ملتحيًا وله شعر طويل يصل إلى كتفيه، وهناك تقارير تشير إلى إمكانية خضوعه لعمليات تجميل بغرض التمويه وتغيير ملامحه.

ويُعد مير من أبرز المطلوبين دوليًا، لتورطه المزعوم في الهجمات الإرهابية التي شهدتها مدينة مومباي الهندية عام 2008، والتي تُعد من أكثر الهجمات دموية في تاريخ الهند الحديث.
بدأت هذه الهجمات يوم 26 نوفمبر 2008 واستمرت حتى 29 نوفمبر 2008، حيث نفذ عشرة مهاجمين، تلقوا تدريبهم على يد جماعة عسكر طيبة الإرهابية المتمركزة في باكستان، سلسلة من الهجمات المنسقة على عدد من الأهداف الحيوية في مومباي، شملت فنادق فاخرة، ومقاهي، ومحطة قطارات رئيسية.
أسفرت هذه الهجمات عن مقتل نحو 170 شخصًا، من بينهم ستة مواطنين أمريكيين، وأثارت صدمة عالمية بسبب وحشية التنفيذ وتعدد الأهداف. وتُوجه إلى ساجد مير تهمة كونه العقل المدبر لهذه العمليات، حيث يُعتقد أنه تولى تنسيق التحضيرات، والإشراف على الاستطلاع الميداني للأهداف، وكان من بين من أداروا الهجمات من داخل باكستان أثناء تنفيذها.
كما يُتهم مير أيضًا بالتآمر لشن هجوم إرهابي آخر في الفترة ما بين عامي 2008 و2009، استهدف صحيفة دنماركية وموظفيها، في إطار خطة يُعتقد أنها جاءت ردًا على نشر الرسوم المسيئة.
في 21 أبريل 2011، وُجهت إلى ساجد مير لائحة اتهام من قبل المحكمة الجزئية الأمريكية، للمنطقة الشمالية من ولاية إلينوي، القسم الشرقي، في مدينة شيكاغو. وتشمل التهم الموجهة إليه:

التآمر لإلحاق الضرر بممتلكات تابعة لحكومة أجنبية.
تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية.
قتل مواطن أمريكي خارج الولايات المتحدة.
المساعدة والتحريض على أعمال إرهابية.
تفجير مواقع عامة.
وفي 22 أبريل 2011، أُصدرت مذكرة توقيف رسمية بحقه. وتحث السلطات الأمريكية كل من يملك معلومات ذات صلة بساجد مير على التواصل مع الجهات المختصة، مؤكدة أن تقديم تلك المعلومات قد يُساهم بشكل مباشر في منع مزيد من الأعمال الإرهابية وتحقيق العدالة لضحايا هجمات مومباي وغيرهم.