عاجل

رغم عدم إنجابها.. لماذا عرفت السيدة عائشة بـ أم عبد الله؟

السيدة عائشة
السيدة عائشة

تحظى السيدة عائشة رضي الله عنها بمكانة عظيمة في الإسلام؛ ورغم عدم إنجابها عرفت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بـ أم عبد الله؛ فما سبب تسميتها بهذا الاسم؟.

من هي السيدة عائشة رضي الله عنها؟

السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي، وُلدت بعد البعثة النبوية بحوالي أربع أو خمس سنوات في مكة المكرمة، والدها أبو بكر الصديق، أول الخلفاء الراشدين وأقرب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووالدتها أم رومان بنت عامر، التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

زواجها من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها بعد وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان ذلك بمكة قبل الهجرة، ولكن الدخول بها تم في المدينة المنورة بعد الهجرة.

وجاء في صحيح البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين». 

لماذا عرفت السيدة عائشة بـ أم عبدالله؟

لُقّبت السيدة عائشة رضي الله عنها بـ “أم عبد الله” رغم أنها لم تُنجب، وذلك استنادًا إلى عادة العرب في التكنية، حتى لمن ليس لديهم أبناء، تكريمًا وتعظيمًا لهم، وفي حالة أم المؤمنين عائشة، هناك عدة روايات تفسر هذا اللقب، جاء منها.

1. تكنيتها بابن أختها عبد الله بن الزبير: تُرجح الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم كناها بـ “أم عبد الله” نسبةً إلى عبد الله بن الزبير، وهو ابن أختها أسماء بنت أبي بكر، وكان ذلك تكريمًا لها وحبًا لها.

وقد ورد في كتاب «الاستيعاب» لابن عبد البر: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكنيها أم عبد الله، بعبد الله بن الزبير، ابن أختها»، ويعكس هذا عادة العرب في التكنية بأحب الناس، حتى لو لم يكن ابنًا مباشرًا، لزيادة الألفة والمودة.

2. رغبتها في التكني: يُروى أنها رغبت في أن تُكنى كغيرها من أمهات المؤمنين، فاختارت “عبد الله” ككنية محببة، ووافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، جاء في طبقات ابن سعد يُروى أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله! كنيّني»، فقال: «اكتني بابن أختك عبد الله».

3. مكانة الكنية في الإسلام: التكنية كانت عادة محببة في المجتمع العربي والإسلامي، وليست مشروطة بالإنجاب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكني أصحابه بأسماء أبنائهم أو بأسماء محببة لهم، حتى ولو لم يكن لديهم أبناء. قال الإمام النووي في “شرح صحيح مسلم”: «التكني بغير الولد جائز، بل هو سنة، لما فيه من الاحترام والتوقير».

وقالت دار الإفتاء إن السيدة عائشة رضي الله عنها لقبت بـ “أم عبد الله” تكريمًا لها، وتكنية باسم ابن أختها عبد الله بن الزبير، بإذن من النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يتفق مع العرف السائد في التكنية، سواء كان للشخص ولد أم لا.

مكانة السيدة عائشة في الإسلام

السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها هي أم المؤمنين، وزوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإحدى أعظم النساء في تاريخ الإسلام، وإليك نبذة عن حياتها ومكانتها:

تزوجها النبي بأمر من الله، وكان زواجه بها فريدًا، حيث لم يتزوج بكرًا غيرها، ودخل بها النبي في المدينة المنورة وكان يحبها حبًا شديدًا، حتى كان الصحابة يعرفون ذلك. 

وكانت رضي الله عنها من أفقه نساء الأمة، حتى قال الزهري: “لو جُمع علم نساء هذه الأمة، لكان علم عائشة أكثر منه”، وقد روت أكثر من 2200 حديث نبوي، وكانت مرجعًا للصحابة في الفقه والتفسير، كما شهدت رضوان الله عليها كثيرًا من الأحداث الكبرى مثل غزوة أحد وغزوة الأحزاب، وكانت حاضرة في غزوة بني المصطلق، حيث وقعت حادثة الإفك التي نزل فيها الوحي بتبرئتها.

وفاة السيدة عائشة

توفيت ليلة الثلاثاء 17 رمضان سنة 58 هـ، في خلافة معاوية بن أبي سفيان، عن عمر 66 سنة، ودُفنت في البقيع بالمدينة المنورة بجانب الصحابة الكرام.

تم نسخ الرابط