عاجل

تصريحات ترامب تُربك إسرائيل.. وخبير: نتنياهو الأكثر قلقًا من الزيارة السعودية

الرئيس لأمريكي دونالد
الرئيس لأمريكي دونالد ترامب

أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلي، أمير مخول، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الممرات البحرية والموقف من إسرائيل كانت "صادمة" للقيادة الإسرائيلية، التي لا تزال تبحث عن تفسير واضح لمراميها، مشيرًا  إلى أن التصريحات كشفت عن تباين واضح بين الأولويات الأمريكية والإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالملف الإيراني والعلاقات مع دول الخليج. 

وأضاف مخول في مداخلة هاتفية لقناة "النيل للأخبار" كان تصريح ترامب صادمًا، خاصة لإسرائيل، حتى الآن لا يوجد تفسير إسرائيلي واضح لماذا قال ترامب ما قاله، وهل يعني ذلك أن الولايات المتحدة ستترك الملف الأمني لإسرائيل أم أنها ستتعامل مع الممرات البحرية فقط دون خوض حرب بالنيابة عن تل أبيب. 

زيارة ترامب للسعودية

وأوضح الخبير أن أكثر ما يقلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الزيارة المتوقعة لترامب للمنطقة، والتي ستشمل السعودية، حيث يُعتقد أن هناك تفاهمات إقليمية جديدة قد تُضعف الموقف الإسرائيلي، مضيفًا : التفاهمات الإقليمية هي ما يثير قلق نتنياهو، وليس الصواريخ اليمنية أو حتى غزة فالزيارة المرتقبة لترامب للمنطقة، والتي ستكون السعودية محطتها الرئيسية، هي ما يستدعي خطوات استباقية من إسرائيل. 

الملف الإيراني

وأشار مخول إلى أن الملف الإيراني أصبح خارج النطاق المؤثر لإسرائيل، خاصة بعد إقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، الذي كان يُعتقد أنه مقرب من نتنياهو، كما أن التغييرات في القيادة العسكرية الأمريكية في المنطقة أثرت على قدرة تل أبيب على توجيه السياسة الأمريكية، مضيفًا: الموضوع الإيراني أصبح خاضعًا للمفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران، وقد يشمل ذلك الملف اليمني ، أمريكا لا تريد أن تسير وفق أجندة نتنياهو، لا في سوريا ولا في التسليح السعودي الذي يهدد التفوق التكنولوجي الإسرائيلي. 

وأوضح أن إسرائيل هي من تشعل هذه الجبهات، وليس العكس،قائلا: "الجبهة السورية ليست مشتعلة ضد إسرائيل، ولا اللبنانية، لكن إسرائيل تقصف بشكل مكثف، حتى اليمن ليس تهديدًا استراتيجيًا لإسرائيل، لكن حكومة نتنياهو تحاول تسليط الضوء على هذه الملفات لتغطية فشلها في غزة. 

وأكد أن الهدف الأساسي من التصعيد هو تحويل الأنظار عن الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تواصل إسرائيل حصارها وتقييد المساعدات، بينما تهدد بحرب واسعة النطاق دون أن تقدم على تنفيذها فعليًا. 

إسرائيل و فرض المفاوضات النووية

لافتًا أن إسرائيل تسعى إلى إقحام الملف الإيراني في المفاوضات الأمريكية الإيرانية،مضيفًا،إسرائيل تريد أن تجعل الصواريخ الإيرانية جزءًا من المفاوضات، حتى تفشل هذه المفاوضات، لكن نتنياهو يخشى أن تتجاوزه الأحداث، خاصة أن دول الخليج ومصر تريد إنهاء الحروب، بينما إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تصر على التصعيد. 

وأشار الخبير، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعيش في حالة ارتباك، حيث لا توجد استراتيجية واضحة للتعامل مع التصعيد، و اضاف  "حتى داخل الجيش، هناك انقسام بين من يؤيدون الاقتحام البري في غزة ومن يعارضونه ،فالتصعيد الكلامي الغير المسبوق لم يترافق مع أي تحركات عسكرية فعلية، مما يؤكد أن الهدف سياسي داخلي أكثر منه عسكري". 

واختمم مخول حديثه قائلا "إسرائيل لم تعد قادرة على التأثير على القرار الأمريكي ، وهذا هو السبب الحقيقي وراء التصعيد الإعلامي والسياسي غير المسبوق، و حتى الآن، النتائج لم تكن في صالح نتنياهو". 

يذكر أن المنطقة تشهد تطورات سريعة في ظل المفاوضات الأمريكية الإيرانية والجهود الإقليمية لتبريد الجبهات، بينما تواصل إسرائيل سياسة التصعيد التي يبدو أنها تهدف إلى تعويض تراجع دورها الاستراتيجي.

تم نسخ الرابط