رئيس أركان جيش الاحتلال يأمر بتوسيع تجنيد الحريديم لدعم الحرب في غزة

أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال هرتزل "إيال" زمير، مساء الثلاثاء، تعليمات إلى قيادة الموارد البشرية في الجيش ببدء حملة تجنيد قصوى للحريديم، وذلك في إطار تعزيز العمليات العسكرية المتواصلة في قطاع غزة وتوسيع الجبهة القتالية.

ووفقًا للجيش، تم إرسال نحو 24 ألف استدعاء منذ صيف عام 2024 لعشرات الآلاف من الحريديم ممن بلغوا سن التجنيد، لكن نسبة ضئيلة فقط منهم استجابت فعليًا للالتحاق بالخدمة العسكرية.

تغيير في السياسة السابقة

وأكد زمير على ضرورة البدء بإرسال استدعاءات إلزامية لكل شاب حريدي يبلغ من العمر 16.5 عامًا، في خطوة تُعد خروجًا عن السياسة التقليدية التي كانت تتجنب تجنيد هذه الفئة في هذا العمر المبكر.

ولم تتضح بعد طبيعة الإجراءات الإضافية التي يسعى زمير لاعتمادها لجعل عملية التجنيد أكثر صرامة، سواء من حيث توسيع نطاق الاستدعاءات أو اتخاذ تدابير قانونية أكثر صرامة بحق من يتخلفون عن أداء الخدمة الإلزامية.

برامج دمج خاصة

في الوقت ذاته، شدد رئيس الأركان على ضرورة تسريع تنفيذ البرامج الخاصة التي تهدف إلى استيعاب الحريديم في الجيش بطريقة تضمن الحفاظ على نمط حياتهم الديني. وقد تم إطلاق عدد من هذه البرامج منذ عام 2024 في إطار محاولات متكررة لجعل الخدمة العسكرية أكثر توافقًا مع المعتقدات الدينية للحريديم.

وتأتي هذه الخطوة وسط تصاعد الانتقادات الداخلية في إسرائيل بشأن التفاوت في تقاسم أعباء الخدمة العسكرية، حيث يتمتع الحريديم بإعفاءات موسعة بموجب تفاهمات سياسية سابقة، وهو ما يُثير استياء قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، خصوصًا في ظل استمرار الحرب في غزة والاحتياج المتزايد للقوى البشرية.

توتر بين الحكومة والمؤسسة العسكرية

قرار رئيس الأركان يأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الإسرائيلية توترًا متزايدًا حول ملف تجنيد الحريديم، خاصة بعد صدور حكم من المحكمة العليا في مارس الماضي، ألغى التفاهمات الحكومية السابقة التي كانت تُبقي آلاف الحريديم خارج الخدمة العسكرية.

ورغم ضغوط المؤسسة العسكرية لتجنيد المزيد من الحريديم في ظل التوسع في العمليات العسكرية، إلا أن أحزاب التيار الديني المتشدد – مثل "يهدوت هتوراة" و"شاس" – ترفض المساس بالإعفاءات، وتعتبر التجنيد الإجباري تهديدًا لطبيعة المجتمع الحريدي ونمطه الديني المغلق.