الدعاء المستجاب .. 6 آداب و3 شروط حتى يكون مقبولًا في الحال

ما هي شروط استجابة الدعاء بسرعة؟، سؤال نوضحه من خلال بيان آداب الدعاء التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها ويتحرى إصابتها.
ما هي شروط الدعاء المستجاب؟
حيث يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من آداب الدعاء: أن يكون مطعم المسلم ومسكنه وملبسه من حلال الرزق لا حرام فيه، ومن آداب الدعاء التي بينها الدكتور علي جمعة استنادًا للحديث النبوي:
1- أن يكون مطعم الداعي ومسكنه وملبسه وكل ما معه حلالا . بدليل ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «أيها الناس : إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين, فقال تعالى : ﴿يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا﴾ وقال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك» [رواه مسلم]

مواطن الدعاء المستجاب
2- - ومن الآداب كذلك أن يتحرى المسلم الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة والأحوال الفاضلة في دعاءه فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء، ومن هذه الأزمان والأماكن والأحوال:
«دعاء ليلة القدر، وجوف الليل الآخر، ووقت السحر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وعند الآذان، عند نزول المطر، عند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من يوم الجمعة وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب، وعند شرب ماء زمزم، وفي السجود في الصلاة، وعند صياح الديك، وبعد زوال الشمس قبل الظهر، والدعاء عند المريض، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي ﷺ، وعند دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعاء يوم عرفه في عرفه، والدعاء في شهر رمضان، ودعاء المظلوم علي من ظلمه، دعاء الصائم حتي يفطر، ودعاء الصائم عند فطره، ودعاء المسافر، ودعاء المضطر، ودعاء الإمام العادل، والدعاء في الطواف وعلى الصفا وداخل الكعبة، والدعاء على المروة، والدعاء فيما بين الصفا والمروة، والدعاء في الوتر من ليالي العشرة الأواخر من رمضان، والدعاء في العشر الأول من ذي الحجة، والدعاء عند المشعر الحرام».
وذكر علي جمعة بعض الأدلة ، كقوله ﷺ : «ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له, من يسألني فأعطي , من يستغفرني فأغفر له» [رواه البخاري ومسلم]، ولقوله ﷺ: «تفتح أبواب السماء، ويستجاب دعاء المسلم، عند إقامة الصلاة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف، وعند رؤية الكعبة» [رواه الطبراني في الكبير] وروي عن أبير هريرة موقفا، وقوله ﷺ : «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» [رواه أبو داود]. وقوله ﷺ : «الصائم لا ترد دعوته» [رواه أحمد في مسنده] وقوله ﷺ : «الإمام العادل لا ترد دعوته» [رواه أحمد في مسنده]
للدعاء المستجاب شروط أولها أن يكون المطعم حلالًا
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى "المجيب" قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، وقوله تعالى أيضًا: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وقوله في آية أخرى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}. ويُفهَم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى؛ لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث، مضيفًا أن من الأدلة على اسم الله تعالى "المجيب" في السُّنَّة النبوية قول نبينا صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا -صلى الله عليه وسلم- عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرًا في أيامنا هذه.
فالدعاء له آداب، منها: "الخشوع"؛ مصداقًا لقوله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}. وبيَّن الإمام الطيب -في الحلقة الرابعة والعشرين من برنامج "الإمام الطيب"- أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقَبولها؛ مصداقًا لقوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون}، والمعنى الثاني: هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال، لافتًا أن هناك معنى ثالثًا لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ، يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى: استجابة الدعاء، وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه؛ فهذا من صفة الأفعال. أما استجابة الدعاء، فهو من صفات الذات.

وأكد فضيلته أن للدعاء المستجاب شروطًا، أولها: أن يكون المطعم حلالًا، والشرط الثاني: أن لا يكون لاهيًا، بمعنى: أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالث الشروط: أن لا يسأل شيئًا مستحيلًا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتًا في المريخ"، فهذا من المستحيلات، ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر؛ فهذا غرض فاسد. أما لو كان الدعاء طلبًا للمال لينعم به وينعم الآخرون معه؛ فهذا مشروع.
واختتم شيخ الأزهر حديثه بتوضيح آداب الدعاء، ومن أهمها: خفض الصوت؛ مصداقًا لقوله تعالى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلًا}، وقوله في آية أخرى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، والمعتدي: هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء، ومن آداب الدعاء أيضًا: رفع اليدين؛ فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه، وأن يوقن بالإجابة، وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي آخر الدعاء كما قلنا يمسح وجهه بيديه، لافتًا أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فُقدت قد يستجاب الدعاء. أما الشروط، فهي واجبة، وإذا فُقدت فُقِدَ المشروط، ولا يُستجاب الدعاء بدونها.