تيسيرات شرعية لأصحاب الأعذار في الطهارة والصلاة.. تعرف عليها

كيف يتطهر أصحاب الأعذار لأداء الصلاة؟. سؤال أجابه عليه المركز العالمي للفتوى الإلكترونية من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
أصحاب الأعذار
وقال الأزهر للفتوى إن من أهم خصائص الشريعة الإسلامية أنها راعت أحوال الناس المختلفة، فخففت عن أصحاب الأعذار بعض الشروط اللازمة لأداء الصلوات؛ تيسيرًا عليهم، ورفعًا للمشقة عنهم؛ قال الله سبحانه: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}. [الحج: 78]
وبين أن أصحاب الأعذار هم الذين لازمهم ناقض من نواقض الوضوء بشكل مرضيّ، كانفلات الريح، وعدم التحكم في البول (وهو ما يُسمَّى بسلس البول)، ودم الاستحاضة (وهو دم خاص بالنساء مُغاير لدم الحيض، ينزل في غير وقت الدورة الشهرية).
وأوضح أن فارق العذرُ المسلمَ وقتًا يسع الوضوء لفريضة ولأدائها؛ لزمه الأداء في الوقت الذي يرتفع عنه فيه الحدث، ويُشترط لثبوت العذر شرعًا أن يستوعب وقتًا كاملًا من أوقات الصلاة، بحيث لا ينقطع زمنًا يسع الوضوء والصلاة، أمَّا الانقطاع اليسير فهو في حكم المعدوم، ولا يُعتدُّ به. أما من لازمه حدثٌ دائمٌ -على النحو المذكور- عليه أن:
- يتحفَّظ عن النجاسة، بجعل حائل بينها وبين ثوبه وباقي بدنه.
- ثم يتوضأ لكل فريضة وضوء خاصًّا بها، ويصلي الفريضة وما شاء من نوافلها ما دام في وقتها. ولا يُنتقض وضوؤه إلا بخروج وقت هذه الفريضة، أو بحدث آخر غير الحدث الملازِم له مرضيًّا.
جمع الصلوات
وشدد الأزهر على أن لصاحب العذر أن يجمع الصلاة؛ تيسيرًا عليه، ورفعًا للمشقة عنه، فيصلي العصر مع الظهر في وقته أو في وقت العصر، ويُصلي المغرب مع العشاء على النحو نفسه، فالإسلام دين اليسر، والمشقة تجلب التيسير.
أحكام أصحاب الأعذار
وفي سؤال: مريض يعاني من سقوط شَرَجي نازف مزمن يُحدِث له إجهادًا مع كل عملية تبرز؛ نتيجة لتضخم وانتفاخ الشَّرَج بسبب الارتشاح المائي، كما يعاني أيضًا من انتفاخ بطني بصفة دائمة يخرج معه ريح فجائي لا يستطيع التحكم فيه؛ مما يمنعه من صلاة الجماعة وحضور الجمعة خوفًا من تعرضه للحرج، وقد يقوم أحيانًا بالجمع بين الصلاة جمعَ تأخير، فما الطريقة الشرعية الصحيحة لطهارة هذا المريض ووضوئه وصلاته؟.
أجابت دار الإفتاء: يُعَدُّ صاحب الحالة المذكورة بالسؤال من أصحاب الأعذار وقت استمرار حدَثه، وعليه أن يتوضأ لكل صلاة من غير أن يتكلف لإزالة ما علق بالبدن والثياب من خبث؛ ما دام يغلب على الظن استمرار نزوله وقت أداء الصلاة. كما ينبغي عليه أن يصلي بالهيئة التي يقل أو يرتفع بها عذره ولو بالإيماء؛ إن كان يحصل به ذلك.
وتسقط عنه صلاة الجماعة والجمعة، ويصليها في بيته ظُهْرًا. ويجوز له أن يجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء، وله أن يصلي الظهر والمغرب في آخر وقتهما والعصر والعشاء في أول وقتهما جمعًا صوريًّا كما ذهب إليه السادة المالكية.