عاجل

من القلب للقلب.. عالم أزهري: العتاب ليس مجرد تعبير عن الغضب

 الدكتور أسامة قابيل
الدكتور أسامة قابيل

أكد الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، على أن العتاب ليس مجرد تعبير عن الألم أو الغضب، بل هو وسيلة لإصلاح العلاقات وتقويتها، مؤكدا أن العتاب في الإسلام يجب أن يكون نابعًا من نية صافية تهدف إلى التفاهم والتقارب، لا للتجريح أو الإساءة.

وأضاف العالم الأزهري، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض ببرنامج "من القلب للقلب"، المذاع على قناة "Mbc masr2"، اليوم الاثنين، أن العتاب لا ينبغي أن يكون وسيلة لتفريغ الغضب أو الانتقام، بل يجب أن يكون هدفه تحسين العلاقة بين الطرفين. 


وأوضح:" العتاب ليس شيئًا يحدث كل يوم، بل هو أمر يحدث في فترات متباعدة عندما يكون الشخص بحاجة إلى التعبير عن مشاعره تجاه شخص آخر، المهم أن نبدأ النية السليمة قبل العتاب، يجب أن نتأكد أننا نعاتب من أجل التقريب لا من أجل التفريق".

العتاب في الإسلام

واستكمل: "من المهم أن نعلم أن العتاب في الإسلام ليس أداة للتنكيل بالآخرين، بل هو وسيلة لإصلاح ذات البين، وعلينا أن نتذكر دائمًا أن الله سبحانه وتعالى كان يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب راقٍ يعكس الرحمة، حيث قال له: َ(عفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)، وهو عتاب يهدف إلى التوجيه والتصحيح، وليس اللوم أو الانتقاد".

دعوة للتوبة والرجوع إلى الطريق الصحيح

وتطرق إلى موقف آخر من السيرة النبوية حيث عاتب الله سبحانه وتعالى الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك في سورة التوبة، قائلاً: "الله سبحانه وتعالى عاتب الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك قائلاً: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، هذا العتاب كان بمثابة دعوة للتوبة والرجوع إلى الطريق الصحيح، ولم يكن للتجريح أو التحقير".

الأمثلة القرآنية الراقية

وأضاف: "نحن بحاجة في حياتنا اليومية إلى التعلم من هذه الأمثلة القرآنية الراقية، العتاب يجب أن يكون بهدف التفاهم، لا التفريق، فإذا كنت تعاتب شخصًا ما، يجب أن تكون نيتك هي تصحيح الموقف وإصلاح العلاقة، وليس الانتقام أو السخرية".

أهمية نية الشخص

وأكد أيضًا على أهمية نية الشخص قبل أن يبدأ في العتاب، قائلاً: "قبل أن تعاتب، يجب أن تسأل نفسك: هل أنت عاتب من أجل التصحيح والتقريب أم من أجل الانتقام؟ العتاب الهادئ والمبني على نية طيبة يعزز العلاقات، بينما العتاب القاسي الذي يأتي من الغضب قد يؤدي إلى تدمير هذه العلاقات".

تم نسخ الرابط